[font=Traditional Arabic][align=center]مع البشير... ولكن! [/align][/font]
السبت 19 يوليو
الجريدة الكويتية
صالح القلاب
ما كان من الممكن أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، لو أن دارفور لم تكن بيتاً مشرعة أبوابه أمام لصوص الأرض كلها، ولو أن الخرطوم احتضنت شعب هذا الجزء من السودان، وتعاملت حتى مع بعض المسيئين والمغرر بهم من أبنائه معاملة الأم الحنون مع ابنها المشاكس والضّال.
«يداك أوكتا وفوك نفخ»... هذا الكلام يجب ألا يُقال الآن للرئيس السوداني عمر البشير، لأنه سيُفهم على أنه شماتة. ولكن على أي حال يجب أن يقال في الحال العربية العامة، وذلك لأن بعض المسؤولين والقادة العرب مازال، رغم أن القرن الحادي والعشرين قطع قرابة ثمانية أعوام من عمره، يتصرف كأنه في العصور الوسطى عندما كان الحاكم يتصرف على أنه ظل الله على الأرض، وأن «شعبه» مجرد قطيع من الأغنام يهشه بعصاه ويوجهه حيثما يشاء، ويذبح منه ما يريد ذبحه، ويعفو عمن يريد العفو عنه... والله غفور رحيم!.
في ذروة سطوته وصولجانه، كان صدام حسين مصاباً بجنون العظمة. وقد وصل به «العُصاب» حتى حدود الاعتقاد، الذي لا يُناقَش ولا يستطيع أحد مناقشته فيه، أنه مبعوث العناية الإلهية وأنه «يعزُّ من يشاء ويذل من يشاء»، فافتعل حروباً فاشلة، وأزهق أرواحاً بريئة من الشعب العراقي الذي من المفترض أنه شعبه، وبالألوف، وكانت النتيجة أنه عُلِّق يوم عيد الله الكبير على حبل المشنقة، وبالطبع فإن يديه «أوكتا وأن فاهه نفخ»... وهذا هو جزاء الظالمين!.
ليس تحاملاً على عمر البشير، وهو رئيس عربي على كل حال، ولكن الآن وقد «وقعت الفأس في الرأس»، فإنه لابد من الإشارة إلى أن هذا النظام الذي يتربع على قمة هرمه، هو محصلة انقلاب عسكري تحالف في تنفيذه مع السيد حسن الترابي الذي مالبث أن اختلف معه ووضعه في غرف الأشباح التي كان وُضِع فيها الصادق المهدي الذي كانت قد انتقلت إليه السلطة بالوسائل الديمقراطية، عبر مرحلة سوار الذهب الانتقالية، بعد ليل طويل من عهد أمير المؤمنين جعفر النميري الذي انكشفت في عهده الميمون فضيحة نقل «الفلاشا» الإثيوبيين إلى فلسطين المحتلة.
لا نقول هذا للرئيس عمر البشير، فهو رئيس عربي على أي حال، وهو رئيس الشعب السوداني الذي هو أكثر الشعوب العربية تسامحاً وسماحة وطيبة وبعداً عن العنف ومحبة للآخرين، ولكن هذه هي عبر التاريخ إذ عندما بكى عبدالله الصغير آخر ملوك الطوائف ملكه المضاع أمام أمه قالت له:
«إبكِ مثل النساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثـل الرجال»
إلى أن أكلها الإهمال وتسلطت عليها عصابات «الجنجويد»، كانت «دارفور» مستودع الرجولة الذي زوّد الجيش السوداني منذ الاستقلال بخيرة ضباطه وأفضل جنوده. وكان يجب أن يؤخذ هذا بعين الاعتبار قبل أن تصبح الأمور: «فالج لا تعالج»، وقبل أن يتورم المأزق على هذا النحو، إذ باتت تدور هناك على تلك الأرض الصحراوية العَطِشَة والجائعة- التي يختبئ تحتها بحر من الذهب الأسود- لعبة أمم لم تصل إلى نهاياتها بعد.
ما كان من الممكن أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، لو أن دارفور لم تكن بيتاً مشرعة أبوابه أمام لصوص الأرض كلها، ولو أن الخرطوم احتضنت شعب هذا الجزء من السودان، وتعاملت حتى مع بعض المسيئين والمغرر بهم من أبنائه معاملة الأم الحنون مع ابنها المشاكس والضّال، ولو أن النظام لم يلجأ إلى العقوبات الجماعية، ولو لم يعاقب «الطائع» بجريرة «العاصي»، ولو لم يترك زعــران «الجنجويد» يتغنون بإزهاق أرواح الناس ونهب أموالهم والاعتداء على أعراضهم وحرماتهم.
يجب أن يُستَنفر القادة والمسؤولون العرب ويقفوا إلى جانب رفيق دربهم الرئيس عمر البشير، فالمثل يقول: «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض»، وإلقاء القبض عليه، لا سمح الله، سيكون سابقة ستأخذ في طريقها كثيرين من الذين بيوتهم من زجاج والذين ظنوا في لحظة من لحظات جنون العظمة أنهم هم الذين بأيديهم قرار الحياة والموت، وأنه ليس بإمكان أحد أن ينظر إليهم من طرف عينه إن هم اتخذوا قراراً بتفجير مَنْ لا تتطابق مقاساته مقاساتهم بسيارة مفخخة!.
لابد من الوقوف إلى جانب البشير... وهذا شيء طبيعي، وهو ضرورة من ضرورات التضامن العربي المفقود. لكن لابد أن يفهم الرئيس السوداني ويفهم المتضامنون معه أنه «ليس في كل مرة تسلم الجرة»، وأنه من غير الممكن الاستمرار في هذه الأوضاع السودانية المتفاقمة بهذه الطريقة، إن السودان يتمزق ولابد مـن مراجعة سريعة تعيد الوحدة الوطنية إلى البلاد... وهذا لا يمكن أن يتم بحشد المتظاهرين الذين يُفرَضُ عليهم أن يرفعوا قبضاتهم عالياً وفي أطرافها «شواهد» منددة متوعدة!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[light=#993333]
[font=Times New Roman][align=center]العرب والمحكمة الجنائية : «المجرم» أوكامبو و «الصامد» البشير [/align][/font][/light]
الأحد 20 يوليو 2008
إيلاف
قول على قول في صحافة العرب
عدنان ابو زيد – جريدة الجرائد : قرأ كتاب عرب في الصحف اليومية ، قرار المحكمة الجنائية الدولية حول قرارها اتهام البشير بالمساهمة في ابادة جماعية في دارفور ، بوجهات نظر متطابقة تتمثل في ان العرب يجب ان ينظروا الى القرار بصورة واقعية بعيدا عن اساليب ( اتهام المحكمة بالتامر ) ، او التظاهرات التي لم تجدي نفعا في تجارب مماثلة سابقة ، وكتب عمرو حمزاوي في صحيفة الحياة اللندنية انه بمزيج من خطابات الوعيد والثبور والصمود في وجه الهجمة الغربية الجديدة خرج علينا الرسميون السودانيون منددين بـ «تلفيق» ادعاءات أوكامبو ونياته «الإجرامية» ، اما محمد بن هويدن من الاتحاد الاماراتية فقد راى ان الولايات المتحدة بدأت تدرك اليوم أهمية المحكمة الجنائية الدولية بعد أن كانت تنتقدها، نظراً لإمكانية استخدامها كورقة في مواجهة العديد من الأنظمة التي تحاول الولايات المتحدة مواجهتها .
عمرو حمزاوي - الحياة اللندنية :
بمزيج من خطابات الوعيد والثبور والصمود في وجه الهجمة الغربية الجديدة خرج علينا الرسميون السودانيون منددين بـ «تلفيق» ادعاءات أوكامبو ونياته «الإجرامية» و «عمالته للولايات المتحدة الأميركية» ومهددين بوقف التعامل مع المنظمة الأممية - ولولاياتها تتبع المحكمة الجنائية الدولية - بشأن دارفور. وسريعاً ما تضامن معهم رسميو بعض الدول العربية وموظفو أمانة جامعتهم بالقاهرة منشدين محفوظات الماضي البعيد والقريب المعروفة عن أجندات الغرب الخفية وخططه اللانهائية لتقسيم الأمة واضطهاده للعرب وامتهانه لرؤسائهم ووجوب التضامن درءاً للخطر المحدق.
شملان يوسف العيسى - الاتحاد الاماراتية :
من حق وزراء الخارجية العرب والاتحاد الأفريقي وغيرهم من القادة العرب أو الأفارقة الاحتجاج ورفض اتهامات المدعي العام، لكن في النهاية لا أحد فوق القانون، ولائحة الاتهامات التي وجهها المدعي العام تتيح للرئيس البشير وقيادته الرد عليها وتفنيدها، وعليه أن يدفع أمام القضاء الدولي والمحكمة ببراءة حكومته، ولن تفيد نفعاً المظاهرات الجاهزة في الخرطوم أو بيانات وزراء الخارجية العرب والاتحاد الأفريقي، خصوصاً وأن كل شيء موثق ومصور، وعلى القادة العرب أو قادة العالم الثالث أن يعوا بأن قتل الشعوب وتشريدهم واغتصابهم لم يعد مقبولاً في عالمنا المعاصر.
محمد بن هويدن – الاتحاد الاماراتية :
لقد بدأت الولايات المتحدة تدرك اليوم أهمية المحكمة الجنائية الدولية بعد أن كانت تنتقدها، نظراً لإمكانية استخدامها كورقة في مواجهة العديد من الأنظمة التي تحاول الولايات المتحدة مواجهتها، لذلك فإن الحديث الدائر في الولايات المتحدة اليوم يقوم على ضرورة أن تنضم الولايات المتحدة إلى المحكمة، ومن المتوقع أن يكون هذا الموضوع من المواضيع المهمة التي سيتناولها الرئيس والكونغرس الأميركي الجديدان في عام 2009، لا سيما وان الولايات المتحدة عملت على توقيع اتفاقيات مع العديد من الدول، وخاصة تلك التي توجد على أراضيها قواعد عسكرية وجنود أميركيون، تمنع عليهم تسليم جنودها وأفرادها وقياداتها إلى أي جهة كانت، مما يُصعب عمل المحكمة ضد رعايا الولايات المتحدة.
عبد الباري عطوان – القدس العربي :
الزعماء العرب لم ينتصروا لرئيس عربي اعتقل وأهين، وأعدم بعد محاكمة هزلية، ولم يحركوا ساكناً عندما قطعت اسرائيل الدواء والغذاء والوقود عن مليون ونصف المليون عربي في قطاع غزة، ولم يجرؤوا حتى عل الاتصال هاتفياً بزميل آخر لهم هو الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات، يمثل شعباً مقاوما، ورفض كل الضغوط والمغريات الامريكية للتنازل عن المقدسات المسيحية والاسلامية في القدس المحتلة.
مالك التريكي – القدس العربي :
الغريب أن أوكامبو قد أثبت، من حيث لا يدري، صحة موقف إدارة بوش التي عارضت إنشاء المحكمة بذريعة أنها ستكون عرضة للتسييس والاستخدام الكيدي، ولو أن التسييس الذي كانت تتخوف منه واشنطن هو الموجه ضد رعاياها هي من العسكريين والسياسيين. ولهذا استخدمت واشنطن جميع عضلاتها الدبلوماسية لضمان أن يبقى مواطنوها في منجى من أي ملاحقة قضائية، بل إنها لم تتورع عن ابتزاز دول فقيرة بجعل المساعدات الأمريكية رهنا بتعهد هذه الدول بعدم تسليم أي مواطن أمريكي تطلبه المحكمة. الأمر الذي يجيز القول إن من الأسلم للمرء الذي توليه هذه المحكمة اهتمامها أن يكون أمريكيا من أن يكون بريئا!
بلال الحسن – الشرق الاوسط اللندنية :
هذه المواقف غير المحبذة، وغير المشجعة، لموقف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، والتي تأتي من قبل المعارضين السودانيين والدوليين بالذات، مواقف جديرة بالاهتمام والدرس، إذ هناك كما يبدو بجلاء خلاف محلي وعالمي عميق حول توصيف ما يجري في دارفور رغم قساوته. وهناك كما يبدو خلاف محلي وعالمي عميق حول توصيف دوافع الأطراف الدولية المهتمة بالشأن السوداني، وهل هي دوافع إنسانية أم دوافع مصلحية واستراتيجية ونفطية .........
يوسف الكويليت – الرياض :
دارفور هي عراق آخر في التنافس الدولي، باعتبارها المنجم وبئر البترول والحديقة الكبرى، ومثلما حاربت ألمانيا في اشعالها حربين عالميين طمعاً في ثروات العالم وأسواقه ونزعها من دول أوروبية، فإن الصراع على السودان صار صينياً وأمريكياً وأوروبياً، بمعنى ان القارات الثلاث حاضرة في هذه الهيمنة،
ممدوح إسماعيل – الراي الكويتية :
المحكمة الجنائية الدولية تلاحق البشير وتترك أولمرت وباراك!
adnanabuzeed@hotmal.com