الخليج 4-9-2007


[light=#3366FF][font=Traditional Arabic][align=center]النيل يواصل ارتفاع مناسيبه في السودان

والأمطار تدمر مجدداً والضحايا يتزايدون [/align][/font][/light]



الخرطوم - الحاج الموز:

تواصل ارتفاع مناسيب نهر النيل في السودان بشكل غير مسبوق، وتوالت الزيادات منذ أول أمس ويوم امس، وسوف ترتفع مرة أخرى اليوم،ما دعا وزارة الري والموارد المائية الى تحذير الأهالي بشدة من الزيادات الكبيرة على المياه التي ينتظر ان تصل الى الخرطوم بعد ثلاثة أيام، وإلى دنقلا في شمال السودان بعد اسبوع.

وقرر اجتماع المجلس الوزاري امس وضع كل الترتيبات الخاصة بملء الخزانات، وهي الرصيرص وسنار وجبل أولياء وخشم القربة، طبقا للموازنات المقررة، وبحث المجلس أوضاع الفيضانات والسيول والتنبو حتى نهاية الشهر الحالي، ووضع الترتيبات الخاصة بتحديد خرائط الفيضانات والسيول.

وارتفع عدد ضحايا السيول والأمطار التي ضربت ولايات سودانية الى 117 قتيلا و284 جريحا، بعد وفاة وإصابة 12 في ولاية النيل الأبيض، ووفاة شخص وإصابة آخر اول أمس، في ولاية سنار اثر انهيار الغرفة التي كانت تؤويهم بسبب الأمطار.

وارتفع كذلك عدد المنازل التي تضررت نتيجة للأعاصير والأمطار التي تعرضت لها مدينة كوستي الى ثلاثة آلاف منزل، دمرت تدميرا كاملا، وتواجه المدينة الآن مشكلة حقيقية في تصريف المياه، وتعاني نقصا في الخيام والمواد الغذائية للمتضررين، وأغلقت السلطات المدارس لثمانية أيام.

مقال الكاتب محمد صادق دياب في جريدة الشرق الأوسط اليوم الأربعاء 5-9-2007


[light=#FF6633][font=Traditional Arabic][align=center]هل الأولوية في السودان للصواريخ والأسلحة الثقيلة؟![/align][/font][/light]



لست في مجال تقويم تصريح وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين عن قيام بلاده بتصنيع طائرات بدون طيار، وأنها في طريقها لإنتاج الصواريخ والأسلحة الثقيلة الأخرى، وتصنيفه للسودان بأنه الدولة الثالثة في أفريقيا في مجال التصنيع العسكري، فأنا أعرف أن الحديث عن القوة يلامس احتياجات نفسية لدى شريحة مسكونة بكوابيس الحرب، ترى في القوة العسكرية شيئا من الطمأنينة، رغم مخاتلة تلك الرؤية «في بعض الأحيان»، فالقوة العسكرية ليست قرينة الاستشعار بالأمان في كل الأحوال، وقد تكون جالبة للنقمة، ومثيرة للصراع، كتلك القوة التي تباهى بها صدام حسين ذات يوم، ولم تجلب للعراق سوى الخراب والدمار.

فإن كان من حق السودان أن يفخر بمنجزه في مجال التصنيع الحربي، إلا أنني أشعر أن وزير الدفاع السوداني لم يحسن اختيار الزمن المناسب لمثل هذا الاستعراض، في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الحساسة التي تعيشها البلاد، فالسودان اليوم في حاجة أكثر إلى إبراز جهوده في مجالات التنمية والسلام والوحدة.. فآذان العالم التي تبحث في أخبار السودان عن السلام في دارفور، والتنمية في الجنوب، ومعالجة آثار الفيضانات في بعض المناطق، قد تجد في تصريح الوزير السوداني عن المقدرات العسكرية نشازا ضمن سياقات ما ينتظر أن يصدره السودان من أخبار هذه الأيام.

صحيح أن السودان يرتبط بعلاقات غير مستقرة مع بعض جيرانه، وأن الآخرين على نفس الدرجة من الشراهة لامتلاك أسباب التفوق العسكري، ولا أحد يلوم السودان أن يركض في نفس المضمار، وأن يمارس نفس اللعبة، ولكن لكل ظرف زمني لغة تسوده، وأولويات تحكمه، وأعتقد أن السودان في حاجة اليوم إلى استغلال كل طاقاته الإعلامية وغيرها لترسيخ صورة سودان السلام، سودان الوفاق، وسودان التنمية، بعيدا عن لغة الطائرات، والصواريخ، والأسلحة الثقيلة، ومفردات الحرب، وقواميس الصراع، وكل ما يثير الشكوك، ويفتح بوابة تأويل النوايا.

وليعذرني الأحبة السودانيون على الضفة الأخرى من البحر إن خدشت فرحتهم في التعبير عن ذلك المنجز بهذه السطور، فما أردت التقليل من شأن ما تحقق، ولكن ارتأيت أن للسودان وجها آخر أكثر إشراقا ينبغي أن يحتل إطار الصورة.

m.diyab@asharqalawsat.com

الشرق الأوسط 5-9

[light=#CC6699][font=Traditional Arabic][align=center]تعيين أشرف قاضي ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة في دارفور

بان كي مون يزور جنوب السودان لتعزيز اتفاق السلام[/align][/font][/light]

جوبا ـ الخرطوم: «الشرق الاوسط»
قرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تعيين الممثل الحالي للمنظمة الدولية في العراق ممثلا خاصا له في السودان خلفا ليان برونك الذي طردته الحكومة السودانية العام الماضي.
وقال بان في مؤتمر صحافي مشترك مع نائب الرئيس السوداني سلفا كير امس في جوبا، عاصمة جنوب السودان، «قررت اختيار أشرف قاضي كممثل خاص جديد لي في السودان».

واشاد بان بـ«الخبرة الدبلوماسية الواسعة» لاشرف قاضي الذي يمثل الامم المتحدة في العراق منذ العام 2004. وكانت الحكومة السودانية طردت يان برونك بعد ان كتب على شبكة الانترنت ان القوات الحكومية السودانية منيت بـ«هزائم» في اقليم دارفور (غرب السودان) الذي يشهد حربا اهلية منذ اكثر من 4 سنوات.

وطردت الخرطوم مؤخرا ممثل المفوضية الأوروبية والقائم بالاعمال الكندي في الخرطوم وكذلك ممثل منظمة كير غير الحكومية. ولكن الحكومة السودانية سمحت لممثل المفوضية الأوروبية بالعودة بعد ان قدم الاتحاد الأوروبي اعتذارا.

وكان بان كي مون قد وصل امس الى جوبا، عاصمة جنوب السودان، لتعزيز اتفاق سلام يعتبر جوهريا لنجاح الجهود الدولية في السودان بما في ذلك اقليم دارفور وهو اتفاق يبدو هشا بشكل يثير القلق.

وفي جوبا، التقى بان رئيس حكومة جنوب السودان التي تتمتع بالحكم الذاتي، سلفا كير الذي خلف الزعيم التاريخي للحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردين جنوبيين سابقين) جون قرنق.

ووضع الامين العام للامم المتحدة باقة ورود على قبر قرنق الذي توفي في العام 2005 في حادث تحطم مروحية. وكان اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة السودانية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان مطلع 2005 انهى حربا اهلية استمرت 21 عاما بين الشمال والجنوب وأدت الى مقتل مليون ونصف المليون شخص.

وصرح مسؤول من الامم المتحدة يرافق الامين العام للامم المتحدة بان احتمال انهيار اتفاق السلام بين الشمال والجنوب سيكون «كابوسا» بسبب «الانعكاسات الهائلة» التي يمكن ان تنجم عن ذلك على الاوضاع في اقليم دارفور حيث قام الاتحاد الافريقي والامم المتحدة بجهود ضخمة من اجل وقف الحرب الاهلية.

واضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الامور لم تصل الى حد انهيار هذا الاتفاق ولكنه «بات هشا».

واكد المسؤول ان الامين العام للامم المتحدة «قلق للغاية بشأن الوضع في الجنوب وزيارته الى جوبا تستهدف تعزيز مختلف جوانب اتفاق السلام».

ويعتبر مسؤولو الامم المتحدة ان عدم انسحاب القوات الحكومية السودانية من الجنوب، الذي كان يفترض ان يتم في التاسع من يوليو (تموز) الماضي، من اهم المؤشرات التي تدل على هشاشة الاتفاق.

ويشير مسؤولو المنظمة الدولية كذلك الى انه لم يتم بعد تشكيل وحدات مشتركة من القوات الحكومية ومن المتمردين السابقين لتأمين المناطق النفطية كما أن الخلاف ما زال قائما بين الحكومة المركزية والجنوبيين حول الحدود الجغرافية بين الشمال والجنوب في منطقة تحوي ابارا نفطية.

واخيرا فان الشق السياسي في اتفاق السلام يتعثر ايضا اذ ان هناك تأخيرا في الجدول الزمني للتحضير للانتخابات السودانية المفترض ان تتم في 2009 وخاصة في اجراء احصاء لعدد الناخبين وفي المساهمات المالية التي ينبغي ان تقدمها الحكومة السودانية وفقا للاتفاق من اجل اجراء هذه الخطوات.

ومن المقرر ان يزور بان ايضا مقر القوات الدولية في جنوب السودان التي تضم 10 الاف فرد. كما سيلقي الامين العام للامم المتحدة خطابا في جامعة جوبا امام ممثلين لقبائل الجنوب.

وكان الامين العام للامم المتحدة التقى في الخرطوم الرئيس السوداني عمر البشير واكد له ضرورة «بذل المزيد من الجهد للاسراع بتطبيق اتفاق السلام».

وقال بان ان البشير اكد انه «ملتزم ومستعد» لتسهيل نشر قوة حفظ السلام المشتركة التي تضم 26 الف فرد من الاتحاد الافريقي والقوات الدولية في اقليم دارفور.

وفي نفس الوقت، اكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية ان الامم المتحدة والدول الموقعة على اتفاقية المحكمة يجب ان تمارس الضغوط لتوقيف اثنين مشتبه فيهما بارتكاب جرائم حرب في دارفور (غرب السودان) احدهما عضو في الحكومة السودانية.

وقال مورينو اوكامبو في لاهاي حيث مقر المحكمة «هذا هو القانون .. الدول المشاركة (وبينها السودان) يجب ان تتحمل مسؤولياتها». واضاف المدعي العام الارجنتيتي «في غضون اربع سنوات اصبحت المحكمة قادرة على العمل واكثر نضجا ونريد المضي قدما، لذا نحتاج الى مزيد من الدعم».

والتقى مورينو اوكامبو الاربعاء الماضي بان كي مون في نيويورك. واوضح «طلبت منه ان يتحدث عن مذكرتي التوقيف». وردا على سؤال قبل هذا اللقاء قال بان انها «مسألة حساسة في وقت نقيم فيه عملية سياسية كبيرة .. وقوة مختلطة». وفي جوبا، قال مسؤولون ان جنوب السودان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي اتخذ أول خطوة باتجاه اعداد سياسة دفاعية رسمية في اطار عملية لتحويل الجيش الجنوبي الذي يهيمن عليه المتمردون السابقون الى قوة تقليدية.

وقال كول ديم كول المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان لرويترز ان كبار الضباط والسياسيين وأعضاء من الكنيسة والمجتمع المدني ومستشارين أمنيين بريطانيين وأميركيين وجهت اليهم الدعوة من أجل وضع مبادئ تلك السياسة.

واضاف «هذه أول حلقة عمل تشاورية بخصوص..السياسة الدفاعية لجنوب السودان. بل ان الوثيقة ستحدد حجم الجيش الشعبي لتحرير السودان». ويتوقع أن يستغرق انجاز العملية شهورا.

وقال كول ان عدم وجود سياسة دفاعية واضحة يمثل مشكلة لجيش المتمردين السابقين ويعني أن الجيش يفتقر الى خارطة طريق للتحول الى قوة نظامية.

الشرق الأوسط 5-9

[light=#003333][font=Traditional Arabic][align=center]الخرطوم توافق على إطلاق سراح سليمان جاموس للعلاج في كينيا

الأمين العام للأمم المتحدة: الإفراج عنه مهم للعملية السلمية في دارفور[/align][/font][/light]

لندن: مصطفى سري الخرطوم: إسماعيل ادم
ابلغ الرئيس السوداني عمر البشير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موافقته على اطلاق سراح مسؤول الشؤون الإنسانية في حركات دارفور المسلحة سليمان جاموس المحتجز منذ نهاية العام الماضي لدى الأمم المتحدة بطلب من الحكومة، فيما رحب مون بقرار البشير، واعتبر ان الافراج عن جاموس مهم للعملية السلمية في دارفور. وأعلن الامين العام عزمه على استثمار زيارته للسودان في الدعوة لمؤتمر سلام شامل حول دارفور، مشيرا إلى أن الأزمة في الاقليم موجودة على رأس أولوياته. ونصح مون السودانيين الى الافتخار ببلدهم باعتباره «اكبر بلد افريقي وبه موارد منها النفط وموارد بشرية عالية التعليم وشباب طموح خلاق وطاقات فاعلة». واجرى مون بعد ساعات من وصوله الخرطوم في زيارة رسمية للسودان لاول مرة منذ تعيينه في المنصب العام الماضي مباحثات مغلقة مع الرئيس عمر البشير ركزت على الأوضاع في دارفور، وطار امس الى مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان واجرى مباحثات مع النائب الاول للرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت حول تنفيذ اتفاق السلام السوداني.
وكان مون قد استهل نشاطه في الخرطوم بعد وصوله بمحاضرة القاها في قاعة الصداقة بالخرطوم حول «الامم المتحدة في عالم متغير» قال فيها ان «النوايا الحسنة للحكومة ساعدت كثيرا في تقدم جهود الأمم المتحدة». ودعا مون الخرطوم الى تحسين صورتها فيما يخص اوضاع حقوق الانسان، واشار في هذا الخصوص الى استمرار ما اسماه سياسة الإفلات من العقوبة، اطراف النزاع في دارفور للمحافظة على الزخم الحالي، وقال ان جولة المفاوضات المرتقبة ستكون حاسمة.

وثمن مون تعاون الحكومة في اقرار العملية الهجين وقال انها كانت نتاجا لسلسلة من اللقاءات الخفية في عواصم عديدة وباستخدام الدبلوماسية الهادئة، وأشار الى ان زيارته ترمي للاطمئنان على ظروف وجود القوات الهجين باعتبارها أكبر عملية في تاريخ المنظمة والأكثر تعقيدا وتمثل التعاون الحقيقي بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي.

وقال الامين العام للامم المتحدة «ان محادثاتي مع الرئيس البشير وكبار المسؤولين ستناقش كيفية إنفاذ الالتزامات وتحقيق السلام والأمن بالسودان، وفي دارفور على وجه الخصوص، بجانب مناقشة التقدم في إنفاذ اتفاق السلام الشامل وتمويل خطط التنمية لشعب السودان»، وأضاف «لدينا خطة عمل استنادا للقرار 1769 حول نشر القوة الهجين وسرعة ارسال هذه القوة للإقليم»، وتابع «أود ان أرى بعيني خلال هذه الزيارة وضع أسس السلام والأمن على الأرض في دارفور» وقال انه في هذا الخصوص يدعو الاطراف كافة إلى وقف العدائيات، «فالمشكلة لا يمكن ان تحل عسكريا» وقال انه قبل ايام هاجمت قوة متمردة بعض قوات الشرطة وهذا عمل غير مقبول.

وقال في محاضرته إن الهدف من هذه الزيارة هو الوقوف بنفسه على خطوات تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 1769 الخاص بنشر 26 ألف جندي لحفظ السلام في دارفور، هذه العملية التي تمثل بداية عهد جديد بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في اعقد مهمة للمساهمة في إحلال السلام بالسودان، واكبر عملية في تاريخ الامم المتحدة.

وحول الجولة المرتقبة لمفاوضات دارفور قال: «نريد ان نبدأ جولة فاعلة وحاسمة من المفاوضات والحفاظ على هذا الزحم وضرورة حفظ التوازن بين كل الاطراف» وووجه حديثه للحضور «لا بد من ان تفخروا ببلادكم لانكم اكبر بلد افريقي ولكم موارد منها النفط وموارد بشرية عالية التعليم وشباب طموح خلاق وطاقات فاعلة».

ودعت القوى السياسية المعارضة في البلاد الى اجتماع موسع تحضيري بهدف صياغة مذكرة تعتزم تسليمها للأمين العام للأمم المتحدة، تتضمن حسب مصادر في المعارضة مواقف القوى السياسية تجاه قضايا السلام بالبلاد في اطار اتفاقية السلام الشامل وقضية دارفور وعلاقة المجتمع الدولي بها الى جانب قضايا التحول الديمقراطي والحريات في البلاد.

من جهته رحب منسق الشؤون الإنسانية في حركة تحرير السودان الرافضة لاتفاق ابوجا، سليمان جاموس، بإطلاق سراحه في اتصال مع «الشرق الأوسط» من المستشفى الذي يرقد فيه منذ عام، لكنه قال انه ابلغ بالإعلان من مصادر في الأمم المتحدة ولم يصله اعلان رسمي من الخرطوم. وقال جاموس لـ«الشرق الأوسط» ان قرار اطلاق سراحه جاء نتيجة الضغوط الدولية في الآونة الاخيرة، وشكر صحيفة «الشرق الأوسط» بقوله انها وقفت مع قضية اطلاق سراحه «لانها نقلت أخباري الى كل العالم مما كان له اثر ايجابي» في اطلاق سراحه، ونفى موعد مغادرته إلى نيروبي لتلقي العلاج، وقال «اذا وصلني مكتوب من الامم المتحدة، فهي المعنية بسفري إلى كينيا» وأضاف انه سيبذل مجهوداته لتوحيد مواقف الحركات للتوصل إلى اتفاق سلام مع الخرطوم.

من جهتها طالبت حركة العدل والمساواة الرافضة لاتفاق ابوجا الامين العام للامم المتحدة خلال زيارته للسودان بالضغط على الحكومة لوقف القصف الجوي، متهمة الجيش الحكومي بقصف قرية اللعيت جار النبي، داعية الامم المتحدة ممارسة ضغوطها للسماح لمنظمات الاغاثة الدولية للعمل في كل اقليم دارفور وليس المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، الى جانب دعوتها لاطلاق سراح المعتقلين وسجناء الرأي السياسيين.

وابلغ الناطق باسم الحركة احمد حسين «الشرق الأوسط» ان حركته جددت مطالبها للأمين العام للامم المتحدة حول جنسيات الدول المشاركة في القوات الهجين التي ستنشرها الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور، وقال إن على بان كي مون الضغط على نظام الخرطوم ليتحرك بإرادة سياسية حقيقية نحو الحل السياسي وايقاف شروطها المسبقة في التفاوض، وتابع «نحن ملتزمون بالعملية السياسية ونرحب بتصريحات كي مون في هذا الشأن».

وفي الحياة اليوم


[light=#000033][font=Traditional Arabic][align=center]استقبال حاشد للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان

والباكستاني قاضي يحل محل يان برونك

البشير تعهد لبان وقف النار في دارفور[/align][/font][/light]



الخرطوم - النور أحمد النور الحياة - 05/09/07//


أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس انه حصل على تعهد من الرئيس السوداني عمر البشير بوقف النار في دارفور وعدم شن هجمات على مواقع المتمردين في الإقليم، كما تلقى موافقة طرفي السلام في جنوب البلاد على تعيين الديبلوماسي الباكستاني أشرف قاضي مبعوثاً خاصاً له إلى السودان خلفاً ليان برونك الذي طردته الخرطوم العام الماضي.

واستقبلت حكومة إقليم جنوب السودان وقادة المجتع المدني ورجال الدين ومواطنون من مختلف المجموعات القبلية بان كي مون في جوبا عاصمة الجنوب التي زارها أمس. وقُدّمت له رقصات من مجموعات ثقافية مختلفة، بالاضافة إلى الطلاب الذين اصطفوا بملابس زاهية في الشارع المؤدي إلى مقر الحكومة الاقليمية. وتظاهرت مجموعات قليلة من منطقة أبيى المتنازع عليها بين شمال البلاد وجنوبها لمطالبة بان بالتدخل في حل المشكلة. كما حمل عشرات لافتات تطالب بالنظر في موضوع انتشار الايدز في الجنوب.

وزار بان ضريح رئيس حكومة الجنوب زعيم «الحركة الشعبية لتحرير السودان» الراحل جون قرنق، ووضع اكليلاً من الزهور على قبره. كما زار مستشفيات ومدارس، وألقى محاضرة في جامعة جوبا.

وقال بان في مؤتمر صحافي عقب محادثات مع رئيس حكومة الإقليم سلفاكير ميارديت إن الرئيس عمر البشير وافق على الافراج عن سليمان جاموس القيادي في «حركة تحرير السودان - الوحدة» المتمردة في دارفور والمحتجز في مستشفى يتبع للأمم المتحدة في منطقة كادقلي في جنوب غربي البلاد، موضحاً أن المنظمة الدولية ستنقل جاموس إلى نيروبي لاستكمال علاجه هناك. ووصف اللقاء مع الرئيس البشير بأنه كان مباشراً ومثمراً وان الأخير أبلغه التزامه الكامل قرار مجلس الأمن الرقم 1769 الذي نص على نشر قوة مختلطة من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور قوامها 26 ألف جندي. وأضاف ان البشير ونائبه الأول سلفاكير وافقا على ترشيح الديبلوماسي الباكستاني أشرف قاضي ليكون مبعوثاً له الى السودان بدل يان برونك الذي طردته الخرطوم في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. وقال ان قاضي سيتابع تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد.

وقال بان إنه أجرى محادثات جديدة حول اتفاق السلام الشامل، واكد التزام البشير الكامل ودعمه لتطبيق الاتفاق، وقال انه فوض مبعوثي الاتحاد الافريقي والامم المتحدة الى دارفور سالم أحمد سالم ويان الياسون التحرك من أجل تحديد موعد ومكان المحادثات مع متمردي دارفور، وجدد مطالبته اطراف النزاع في الإقليم بوقف اعمال العنف.

واكد انه نقل الى البشير دعوة للمشاركة في مؤتمر خصص لدارفور في نيويورك الشهر الجاري وان البشير وعد بإيفاد وزير خارجيته لام اكول، موضحاً أن الرئيس السوداني أكد التزام حكومته التام وقف النار لكنه أشار الى الصعوبات التي تواجه الخرطوم في القيام بواجبها تجاه حماية المدنيين بسبب أعمال المسلحين العدائية.

وذكر انه ناقش مع سلفاكير سير تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد الذي أنهى نحو 22 عاماً من الحرب الاهلية. وقال ان هناك ثلاث قضايا لا تزال عالقة تهدد الاتفاق تشمل ترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها، وانسحاب الجيش الشمالي من الجنوب، والنزاع على منطقة ابيى الغنية بالنفط، لافتا الى أن سلفاكير تعهد بإلحاق زعيم «حركة تحرير السودان» عبدالواحد محمد نور بعملية السلام في دارفور ومشاركته في المفاوضات المرتقبة في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل.

وسينتقل بان اليوم الى الفاشر كبرى مدن دارفور، إذ سيتفقد مقر قيادة القوات المختلطة التي ستنشر في الإقليم ويزور مخيماً للاجئين ويلتقى ممثليهم، ويجري محادثات مع الحكومة المحلية قبل أن يعود إلى الخرطوم لاستكمال زيارته التى تمتد حتى الجمعة.

إلى ذلك كلف البشير أمس مساعده نافع علي نافع الاشراف على ملف دارفور خلفاً لمستشاره مجذوب الخليفة الذي توفي في حادث سير نهاية حزيران (يونيو) الماضي. ووجه البشير بتسهيل مهمات نشر القوات المختلطة في دارفور عبر توفير المياه وتأهيل المطارات لاستيعاب حركة الطيران ووصول الدعم الفني واللوجستي.

وقال (رويترز) مستشار رئاسي أمس ان الرئيس البشير سيقوم في اواسط ايلول بأول زيارة للفاتيكان منذ توليه السلطة عام 1989 وسيلتقي البابا بنديكت ويناقش معه مبادرة سودانية للحوار بين الأديان.

العرب الدولية - 5-9-2007


[light=#CCCC33][font=Traditional Arabic][align=center]الكاتب السوداني : طارق الطيب:

كتابى الذى ينشر فى مصر قد يصل إلى السودان بعد سنوات أو لا يصل[/align][/font][/light]


بنغازي- العرب أونلاين-خلود الفلاح

كانت قراءة ممتعة تلك التى قضيتها مع مجموعته السردية ، الشعرية " تخليصات " ثلاثة كتب فى كتاب هى : حس ادراك "الخافت " وحس ارباك " الخاطف " وحس استدراك " الخافى ".

عاش بين عالمين عالم أوروبا والغرب "فيينا " الذى يعيش فيه الان وعالم قديم _كما قال ذات مرة_ أفريقيا والشرق "حضارة وادى النيل " مصر و السودان .

هذه الحالة الكوزموبولتية لاشك انها وراء تنوع انتاجه بين الرواية "مدن بلا نخيل و بيت النخيل " والشعر "حقيبة مملوءة بحمام وهديل وبعض الظن و سوق الله " ومسرحى " الاسانسير " والقصة القصيرة "الجمل لايقف خلف اشارة حمراء و أذكروا محاسن... " والفن التشكيلى .

العمل الابداعى لديه خليط مركب من الخيال و الواقع لذلك كانت شخصية حمزة فى روايتيه هى تاريخ منه ومن الحياة فى الشرق و الغرب .

العمل الابداعى كما يقول لايجوز حصره فى تسمية شعرى أو روائى أو قصصى بل يجب منح القارئ مفتاح اعادة الاكتشاف واعادة تسميته .

الشهر الفائت تحصل على الجائزة العالمية الكبرى للشعر للعام 2007 فى رومانيا من قبل الأكاديمية العالمية " شرق _ غرب " .

* لماذا تكتب؟

_ هذا السؤال يتكرَّر عليَّ مرارًا كل بضع سنوات، وأرسب دائمًا فى هذا الامتحان.
السؤال الذى يبدأ بـ ”كيف تكتب؟ هل تكتب؟ متى تكتب؟ أين تكتب؟“ هو سؤال أسهل ردا، أما السؤال الذى يبدأ باللامات: ”لماذا تكتب؟ أو لِمَ تكتب أو لمن تكتب؟“ رغم بساطته فهو يثير الارتباك لكثير من الكتاب وأنا أولهم.
أما لِمَ أصر على الكتابة، رغم أنها لا تدرّ غالبا لا مالاً ولا مآلاً؛ فأظنه الإحساس بأننى أفعل شيئًا ضروريا دون إجبار أو تكليف، وأننى من خلال هذا الفعل أسير فى درب من البحث خُلقنا لها.
أكتب لأترك سطورًا من تجربتى الحياتية برؤية فنية لمن بعدي. ربما هى محاولة خفية لمد الحياة!
فأنا ما زلت أسبح فى هذا البحر العريض من الكتابة، ما إن أصل لشاطئ حتى أبحث عن غيره. اعتقادى بأن البحر هو الأصل والشاطئ استثناء. هذا الشك وهذا القلق ربما يشكلان الدافع وها أنا أكاد أصل لأطراف الإجابة دون أن أجيب.

*تترجم الرواية العربية إلى العديد من اللغات ويصبح أصحابها معروفين خارج أوطانهم بل ويكرم بعضهم كروائى عالمي، فى حين أن هذه الرواية تكون غير معروفة على المستوى المحلى والعربى وقد يكون أصحابها مغمورين حتى بعد ترجمة رواياتهم إلى عدد من اللغات. كيف تفسر ذلك؟

_ نحن شعب لا يقرأ ولا يحب القراءة ولا يشترى الكتاب؛ فما بالك بالترجمة، وسأطرح عليك مقاربة لبعض الإحصائيات: ما ترجمه العرب من العصر العباسى حتى عام 2003 لم يصل بعد إلى 11 ألف كتاب وهو مجموع ما تترجمه أسبانيا فى عام واحد. وفى أوائل الثمانينيات كان متوسط الكتب المترجمة فى البلدان العربية فى 4.4 كتاب سنويا لكل مليون من السكان، بينما بلغ 519 كتاباً فى المجر و920 كتاباً فى أسبانيا لكل مليون من السكان. وإن كل ثامن كتاب فى ألمانيا مترجم عن لغة أجنبية وهذا يعادل حوالى سبعة آلاف وستمائة عنوان سنويا.
الترجمة فى هذه البلدان تعتبر شيئا أساسيا فى النهضة الثقافية بينما نعتبرها نحن شيئا من الترف أو الكماليات.
وسأستكمل بعض الإحصائيات التى تنوب عن تحليل الرد: إن طبع 2000 نسخة من كتاب فِى الوطن العربى تستغرق حوالى خمس سنوات توزيعًا. ويقرأ الفرد العربى حوالى 6 دقائق فى المتوسط سنويًّا، وكل 300 فرد يقرءون كتابا واحدًا كل عام، ولا تتجاوز نسبة القراءة فى العالم العربى 1.1 فى المائة من النسبة عالميا. والعالم العربى الآن فيه ما بين 75 إلى مائة مليون أمي. وقبل عشر سنوات- وفقا لإحصائيات اليونسكو- أنفق العرب 0.14% من الدخل القومى على البحث العلمي، بينما أنققت كوبا عشرة أضعاف وإسرائيل ثمانية عشر ضعفًا واليابان عشرين ضعفا.

الناس هنا فى الغرب يقرءون فى كل مكان: فى القطار وفى الترام وفى الأوتوبيس وفى المحطات وفى الحدائق وفى الشوارع. فى كل مدرسة هنا مكتبة كبيرة بها الكثير من الإصدارات قديمة وحديثة. فى معظم البيوت توجد مكتبة، ومن أكثر الأشياء التى تُهدى فى المناسبات هى الكتب. هنا فى الغرب يحبّبون الصغار منذ نعومة أظفارهم فى القراءة. أول الكتب التى تهدى للأطفال فى سن عام هى كتب بصور دون نصوص، ثم تتطور بسطر ثم سطرين ثم حكاية وهكذا. مدربون هم منذ صغرهم على القراءة والاطلاع وعلى تكوين مكتبة شخصية وعلى تعود اقتناء الكتب وزيارة المكتبات. إنهم يصرفون على الكتاب ويشجعون القراءة ويشجعون الترجمة ويكرمون الأدباء ويشجعونهم. يقرءون فى الأدب الحديث وللمعاصرين. يحاورون الكتاب ويدعونهم فى حياتهم قبل أن يموتوا.

فى عام 1999 دعتنى جامعة بواتيه فى فرنسا بمناسبة ترجمة روايتى ”مدن بلا نخيل“ إلى الفرنسية، زرتُ مدينة لاروشيل. كانوا فى ذلك العام قد قرروا كتابى على طالبات وطلاب المرحلة الثانوية فى المدينة. خصصوا لى ست قراءات، خمس منها فى المدارس الثانوية، وواحدة فى مسرح المدينة. حاورت ما يزيد عن ألف طالب وطالبة. أول قراءة لى فى جامعتى فى مصر حضرها الأساتذة والمعيدون فقط ومنعوا الطلاب من الحضور. قالوا إنهم فى فترة امتحانات. كنت حزينا والطلاب أمامى فى الجامعة بالمئات يقفون ويجلسون ويشربون ويثرثرون فى حوش الجامعة ولا امتحان ولا يحزنون.

إن كتابى الذى ينشر فى مصر قد يصل إلى السودان بعد سنوات أو لا يصل. ليس لدينا اهتمامٌ بالأدب عمومًا أو الرواية إلا فى نطاق ضيق. نحن نعرف متى استيقظ لاعب كرة القدم الشهير ومتى حلق ذقنه وماذا لبس وماذا أكل ولا نعرف اسم الأديب أو العالِم.
الكتاب العربى يتحرَّك من دولة عربية لأخرى بمنتهى التوجس وأحيانا يُهرَّب كأنه مخدرات أو خطر على النظام القائم. الخوف والتعتيم والمصادرة فى أغلب الحيان حالات ليست نادرة.
هذا فى حال تنقل الكتاب. أما عن تنقل الفرد العربى الفقير أو غير النفطى من دولة لأخرى، فحدِّثى ولا حرج.

* ألا ترى أن السرد العربى يسير وفق ضوابط قديمة، ضوابط من خارج الحقل الأدبي، السياسي، الديني، الاجتماعي. ولا يحوز على الشهرة إلا القادرون على الخروج عن هذه الضوابط، وأحيانًا دون أخذ قيمة السرد بعين الاعتبار؟

_ ما زالت لدينا محرمات فى الكتابة عربيا، تضع حدودًا للأخلاقى والدينى والسياسي. ما زال المواطن فى بلادنا يُعامَل معاملة القاصر؛ فليس من حقه أن يفكر بنفسه بل يُفكَّر له.
ولأن الناس عندنا محرومون من قراءة نصوص مفتوحة حُرَّة، ولم يتعودوا على ذلك؛ فهم فى شغف لكل ما يخرج عن المألوف أو عن هذه الضوابط. وهذا توجه طبيعى فى المجتمعات المقموعة، لكنه غير صحي، فتبادل الكتب سِرًّا ونسخها سِرًّا يعد أمرا شاذا عن طبيعة الفن. ونحن بهذا نظلم الفن لو اعتبرنا أن شهرته وشهرة أدبائه تأتى من الخروج على القيم.
الأدب الحقيقى موجود والرواية الجيدة موجودة وفى المتناول، لكن بعض الدول تمنع تداول الروايات لأن رواية واحدة فى نظرها خرجت عن سياق الخط الأخلاقى العام، بل تبالغ وتغلو بعض الدول فى التعامل مع هذا الفن على أنه من المحرمات، فتمنع وتصادر دون أدنى قراءة. أما الفرقعات الأدبية التافهة، فهى تحدث فى كل مجتمع، ولا تخلق أدبا ذا قيمة ولا أدباء ذوى قيمة. فى الغرب ليس هناك انتباه لهذه التوافه. المجتمعات الفزعة فقط هى التى تخشى الفن وتخشى الحرية وتكبل الأدب والأدباء لأنها لا تستطيع التمييز بين الغث والسمين.

* يعشق القراء الروايات بضمير المتكلم. ضمير الغائب يقلل من مصداقية السارد ويعقد الأسلوب الروائي. كيف تعلق على ذلك؟

_ أنا أفضّل غالبا استعمال ضمير المتكلم فى الرواية. هذا الضمير يقرِّب القارئ من الرواية، ينفعل بها ويتفاعل معها أكثر. رغم ما يجر هذا على الكاتب دائما السؤال المتكرر: ”ما هو الجزء الخاص بسيرتك الذاتية وتجربتك الفعلية فى هذه الرواية؟ هل أنت فلان فى الرواية؟“ ومع ذلك فالرواية ابتكار من الكاتب، ينسجها من بعض الوقائع والمفاهيم المشتركة ويمزجها بكثير أو قليل من الخيال وبالطبع من فنيته فى تناول الموضوع.
ضمير الغائب قد يحيل إلى تنصُّل ما من شخصية الرواية ويضع حدًّا أو محايدة متعسفة فى أغلب الأحيان، وليس بالضرورة أن يكون ضمير الغائب سببا فى تعقيد الرواية، فالتاريخ يذكّرنا كيف لجأ الكاتب فى أزمنة التسلط والقمع قديما من توصيل آرائه ليس عبر ضمير الغائب بل عبر الحيوان كما فى كتاب كليلة ودمنة، الذى ألفه فى أوائل القرن السادس الميلاد بيدبا الفيلسوف الهندى لملكه دبشليم، وترجمه ابن المقفع إلى العربية. وهو أكبر مثل على توصيل الرسالة السياسية ضد الظلم بطريقة حكائية فنية فريدة. وما زال الكاتب فى عصرنا فى زمن القهر المتوارث لا يعدم الحيلة فى تمرير آرائه عبر أكثر من ضمير وأكثر من وسيلة، وهذا ليس تعقيدًا. التعقيد ينشأ حين يخلط الراوى شخصيات الرواية معه، فلا يعرف القارئ أهذا رأيه وقوله هو أم رأى الشخصية الروائية، هنا قد يحدث اللبس. وأين سيكون الفن حين يوقع الكاتب رأى شخصياته بشكل مباشر؟

* ”بيت النخيل“ و”مدن بلا نخيل“ بين هاتين الروايتين يقف القارئ على محاولة الكاتب المستمرة لقهر الاغتراب. ما رأيك؟ وهل هذه الأعمال جزء من السيرة؟ وهل لمفهوم التجربة السابقة واللاحقة ”للكاتب والقارئ“ علاقة بالموضوع؟

_ فى ”بيت النخيل“ وفى ”مدن بلا نخيل“ محاولة لفهم الاغتراب أولا ولو على المستوى البسيط. حمزة فى الرواية أدرك إنه هو الغريب وليس العالم الجديد من حوله، فمعظم من يخرجون من جغرافيتهم المحدودة، يستغربون بقية العالم أنه لا يشبه ما يعرفون أو يستنكرون العادات والتقاليد لأنها تخالف ما اعتادوا عليه. من لا يستدرك إذًا أن قهر الاغتراب يستلزم إدراك هذا الاغتراب وفهمه أولاً، وثانيا يستلزم صبره وتسامحه إزاء العالم– إلى حين- رغم أن قسوة وتعصب هذا العالم ولا رحمته، وثالثا أن يمنح نفسه مسافة للسخرية حتى لا تكون الوطأة أشد. ربما تبدو كوصفة سحرية لا تصلح للكثيرين، لكن حمزة حاول تنفيذها على هذا المستوى، نجح مرات وأخفق مرات، لكن مرات النجاح مع قلتها سمحت له باستمراره فى الحياة والوجود وبإمكانية التأثير، وأن يكون له رغم كل هذا الهدوء- هذا الصوت الواضح المستنكر المتمرد فى سخرية، وها هو ينتظرنى لأكتب عنه مجددا رواية ثالثة.
أستكمل الجواب من ردى السابق وأقول إن هذه الأعمال فيها نتف من السيرة الذاتية ونتف من الخيال ونتف من حكايات وقصص وذكريات وتاريخ مركّب وتأليف مبتكر بخلق شخصيات فنية تبدو أكثر واقعية لتسند أركان الرواية.
الرواية مثل اللوحة تحتاج لخلفية وألوان وظلال وتركيبة متناسقة وقبل ذلك الفكرة الفريدة. وينبغى أن يكون ضرب الفرشاة على اللوحة سهلا انسيابيا بسهولة لتخرج اللوحة باهرة وقوية، وهكذا الكتابة!

* ”إرهاب العين البيضاء“ أو: نصوص، تميل إلى الشعر حينًا وإلى السرد حيناً آخر، وعلى شكل لوحة كتابية كما فى ”قطيع يتبعثر“ و”السيد فوق الجميع“ هذه ”التخليصات“ هل هى دعوة للتخلص من الحذر عند ملامسة النصوص الإبداعية وضرورة بحث القارئ عن مفاتيح قراءة خاصة به ومختلفة عن الكاتب؟

_ سميت كتاب ”تخليصات“ بـ "حِسّ" لأنأى به بعيدًا عن حروب التسميات وجدل الفقه الشعري، فيه من النثر نصيب ومن الشعر نصيب وفيه مزج كثير بينهما، وفيه قدر من التجريب فى التصرف فى بعض النصوص؛ فيه تشكيل بصرى كما ذكرتِ، بل كان هناك أكثر من ذلك من التشكيلات البصرية فى النصوص، ضاعت أثناء الطباعة وتعبت كثيرًا من التصحيحات والتعديلات والملاحظات حتى خرج الكتاب بعد عذاب، فقبلته على علاّته.

مهمتى هى إثارة تفكير القارئ بغير المألوف محاولاً بقدر الإمكان الحفاظ على القيمة الأدبية؛ لأننا تعوَّدنا على قراءة محفوظية "ليست من نجيب محفوظ" بل من الحفظ وإنصات حفظى أيضا. نتلقى أغلب النصوص باستقبال غيبوى شبه ثابت. حتى صحافتنا لم تتطور أبدا بجديد على مستوى الجملة والنص. نشرات الأخبار التى نسمعها نكاد ننطقها مع المذيع، حتى أصبحت هذه الجمل مثل صيغ كيميائية أو رياضية لا تقبل التغيير.
أنا أرجو من القارئ أن يتخلص منى ومن الفخ الذى نصبته له، ففخِّى ما هو إلا استدراج يفضى إلى باب ومنه إلى براح واسع، عليه أن يخرج إليه بنفسه ليرى.


* للكلمات تاريخ فى كل لغة، إلى أى مدى يرتبط الكاتب بتاريخ الكلمات؟
_ اللغة كائن حى قابل للتطور، والمبدعون هم أهم من طوَّروا اللغة، باستعمالاتهم المجازية التى أصبحت فيما بعد حقيقية، وباستخداماتهم الجديدة أصبحت للغة أطوار.
كما أن التطور التقنى الذى نعيشه جعل مدلول فعل ”يطير“ مثلا قبل أقل من قرنين غير مدلوله اليوم، وكلمة ”بريد إلكترونى أو إيميل“، من كان يفهمها قبل بضعة عقود.
بالتأكيد هناك أيضا كلمات ضاعت أو اندثرت من ندرة الاستعمال ومن غباء عصور الانحطاط التى تخسف بالكلام فى الأرض.
الكاتب مهمته إجلاء الكلمات والمعانى وإخراج الجديد وغير المألوف للإفادة وتغيير الذهنية الجامدة، فالجمود ضياع تدريجى بكل تأكيد.

وجاء في ذات الصحيفة :


[light=#000033][font=Traditional Arabic][align=center]المحكمة الدولية تطالب بتنفيذ مذكرات التوقيف

جنوب السودان يتخذ أول خطوة لاعداد سياسة دفاعية رسمية[/align][/font][/light]

جوبا-العرب أونلاين-وكالات: قال مسؤولون ان جنوب السودان الذى يتمتع بحكم شبه ذاتى اتخذ أول خطوة باتجاه اعداد سياسة دفاعية رسمية فى اطار عملية لتحويل الجيش الجنوبى الذى يهيمن عليه المتمردون السابقون الى قوة تقليدية.

وقال كول ديم كول المتحدث باسم الجيش الشعبى لتحرير السودان ان كبار الضباط والسياسيين وأعضاء من الكنيسة والمجتمع المدنى ومستشارين أمنيين بريطانيين وأمريكيين وجهت اليهم الدعوة من أجل وضع مباديء تلك السياسة.

وتابع "هذه أول حلقة عمل تشاورية بخصوص السياسة الدفاعية لجنوب السودان. بل ان الوثيقة ستحدد حجم الجيش الشعبى لتحرير السودان."

وعقد الاجتماع يوم الاثنين ويتوقع أن يستغرق انجاز العملية شهورا.

وأنهى اتفاق سلام وقع فى عام 2005 بين حكومة الخرطوم والمتمردين الجنوبيين حربا أهلية دامت أكثر من عقدين بين الشمال والجنوب. ومنح الاتفاق جنوب السودان وضع الحكم شبه الذاتى وجعل الجيش الشعبى البالغ عدد أفراده حاليا 170 ألفا الجيش الرسمى بالجنوب.

وقال كول إن عدم وجود سياسة دفاعية واضحة يمثل مشكلة لجيش المتمردين السابقين ويعنى أن الجيش يفتقر الى خارطة طريق للتحول الى قوة نظامية.

وأضاف "فى غياب سياسة محددة تسير الامور بعفوية. من الصعب معرفة ما اذا كنا نتطور أم لا... هذه السياسة ستساعدنا فى التحول من جيش حرب عصابات الى قوة تقليدية."

وأضاف أنه سيتم خفض عدد أفراد الجيش الشعبى بما يسمح بتسريع تطويره وشراء أسلحة. واشار الى أن جميع الاموال تذهب حاليا الى الرواتب وطعام الجنود.

وحصل الجيش الشعبى على نصيب الأسد من موازنة الجنوب خلال العامين الماضيين اذ تلقى نحو 40 فى المئة منها.

وقال محللون ان ضم نحو 31 ألفا من أفراد الميليشيات السابقين الى الجيش الشعبى هذا العام كان ضروريا للامن فى الجنوب غير أنه قد يمثل عبئا ماليا كبيرا على الجيش.

لكن الحجم ليس العامل الوحيد فى الحاجة الى التغيير.

وقال كول "اعتدنا على التنقل. أما الان فى الانظمة التقليدية فنحن بحاجة الى التمركز فى ثكنات."

وأضاف أنه سيتم تسليم الشرطة وغيرها من الاجهزة المزيد من المسؤوليات عن الامن الداخلى مع تطور تلك الجهات فى الجنوب.

مذكرات التوقيف

على صعيد آخر، اكد المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو ان الامم المتحدة والدول الموقعة على اتفاقية المحكمة يجب ان تمارس الضغوط لتوقيف مشتبه فيهما اثنين بارتكاب جرائم حرب فى دارفور احدهما عضو فى الحكومة السودانية.

وتزامنت تصريحات اوكامبو مع جولة تستمر اسبوعا بدأها الامين العام للامم المتحدة بان كى مون الاثنين بزيارة السودان وتشمل كذلك تشاد وليبيا بهدف تسريع عملية تسوية النزاع فى دارفور، من دون ان تكون مذكرتا التوقيف الصادرتان عن المحكمة الجنائية الدولية مدرجتين على جدول اعماله على ما يبدو.

وقال مورينو اوكامبو فى لاهاى حيث مقر المحكمة هذا هو القانون الدول المشاركة -وبينها السودان- يجب ان تتحمل مسؤولياتها.

والتقى مورينو اوكامبو الاربعاء الماضى بان كى مون فى نيويورك. واوضح طلبت منه ان يتحدث عن مذكرتى التوقيف .

واجمع محللون على ان بان وهو من من انصار سياسة دبلوماسية صامتة على الطراز القديم سيسعى خصوصا الى حماية القوة المشتركة المقبلة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي.

وبحلول منتصف العام 2008 يفترض نشر نحو 26 الف عنصر فى محاولة لوقف النزاع المستمر منذ شباط/فبراير 2003 فى دارفور فى غرب السودان. وتفيد الامم المتحدة ان النزاع ادى الى سقوط اكثر من 200 الف قتيل ونزوح اكثر من مليونى شخص فى حين تؤكد الخرطوم مقتل تسعة الاف شخص فقط.

وقد وجهت المحكمة الجنائية الدولية تهمة "ارتكاب جرائم حرب" الى وزير الدولة السودانى السابق للشؤون الانسانية المكلف موضوع دارفور احمد هارون واحد قادة الجنجويد على كشيب واصدرت مذكرتى التوقيف فى حقهما فى الثانى من ايار/مايو الماضى الامر الذى رفضته الخرطوم على الفور.

علاج

من جهة أخرى، أعلن الامين العام للامم المتحدة بان جى مون فى الخرطوم ان الرئيس السودانى وعد بالسماح لزعيم متمردى دارفور المريض سليمان جاموس بالسفر الى الخارج لتلقى العلاج الطبي.

وأكد بان ان الرئيس عمر حسن البشير قدم له وعدا شخصيا بان يفرج عن جاموس الذى يقيم رهن الاعتقال المنزلى من الناحية الفعلية فى اقرب وقت ممكن. وهذا الوعد هو اقوى علامة حتى الان على ان جاموس يمكن ان يسمح له بالسفر قريبا.

وقال بان فى مؤتمر صحفى فى بداية جولة تستمر ستة ايام فى السودان وتشاد وليبيا الرئيس البشير وافق على الافراج الفورى للعلاج الطبي. وقال البشير ان جاموس سينقل الى كينيا بمجرد عمل الترتيبات الضرورية .

وكان بان يتحدث وهو على وشك السفر الى جوبا عاصمة جنوب السودان فى محاولة للاسراع بتنفيذ اتفاق سلام تم التوصل اليه فى عام 2005 انهى أكثر من عقدين من الزمان من القتال بين شمال وجنوب السودان..

وجاموس منسق الشؤون الانسانية بالجماعات المتمردة وهو همزة وصل رئيسية بين جماعات المتمردين فى دارفور وأكبر عملية اغاثة فى العالم لمساعدة نحو 2،4 مليون شخص قى غرب السودان الذى تمزقه الحرب.

ونقلته الامم المتحدة الى مستشفى تابع للمنظمة الدولية بالقرب من دارفور منذ اكثر من عام دون ابلاغ الخرطوم. وأصبح جاموس من الناحية الفعلية سجينا بعد أن وصفته حكومة الخرطوم بأنه مجرم وقالت انه سيعتقل اذا ترك حماية الامم المتحدة.

ويحتاج جاموس الى جراحة لاخذ عينة من المعدة لا يمكن اجراؤها فى مستشفى الامم المتحدة. وفى الاسبوع الماضى غادر المستشفى للمرة الاولى فى 13 شهرا ليتوجه سيرا على الاقدام الى مقر الامم المتحدة القريب ليطلب نقله جوا خارج السودان لتلقى العلاج الطبي.

وقالت الامم المتحدة ان السودان وعد بالسماح بالافراج عن جاموس فى اغسطس/ اب. وجاموس شخصية تتمتع بالاحترام فى دارفور وينظر اليه على انه شخصية يمكنها تحقيق اجماع ومساعدة جهود السلام وتوحيد جماعات المتمردين.

الخليج 6 سبتمبر 2007


[light=#CC33FF][font=Traditional Arabic][align=center]تقرير إخباري ... مبارك الفاضل يروي يومياته في المعتقل [/align][/font][/light]

الخرطوم - الحاج الموز:

يروي رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد السوداني مبارك الفاضل، المعتقل حاليا في سجن كوبر العمومي، بأسلوب سلس، وإن يميل فيه إلى الرسمية، ما حدث له منذ تم اعتقاله في 14 يوليو/تموز الماضي حتى 27 من الشهر الماضي اليوم الذي أحيل فيه إلى حراسات الشرطة، بعد اكتمال التحقيقات معه بواسطة لجنة شكلها وزير العدل للتحقيق مع المعتقلين السياسيين والعسكريين.

يشرح الفاضل في اليوميات التي عممها على وسائل الإعلام المختلفة والصحف السودانية ووكالات الأنباء، وحصلت “الخليج” على نسخة منها، ما جرى له ساعة اعتقاله في منزله في جنوب الخرطوم بواسطة قوة من جهاز الأمن في الرابعة صباحا، أخطرته أن مدير جهاز الأمن والمخابرات يرغب في الحديث معه، ولم يكن حينها في المنزل سوى ابنه الصغير والشغالة، وخرج الفاضل مع القوة إلى مبنى لجهاز الأمن والمخابرات في مدينة بحري، ثم إلى سجن كوبر الاتحادي، حيث احتجز منفردا في غرفة ضيقة لا يسمح له بالخروج منها إلا للحمام الذي يبعد أربعة أمتار عن الغرفة، وللصلاة.

ووصف الفاضل الغرفة بأنها جزء من بهو صغير يحتوي على غرفة أخرى فيها معتقل آخر، وذكر أنه تم نقله مساء اليوم نفسه إلى منزل في جنوب الخرطوم للتحقيق معه، حيث أخضع للتحقيق، وتلي عليه بيان يشير إلى أنه إعلان عن نجاح محاولة انقلابية، لكن الفاضل ذكر أن من حققوا معه لم يذكروا له من صاغ البيان الذي قال لهم إنه ركيك وبائس، ويفتقد للبرنامج الذي يجب أن يتوفر في مثل هذه البيانات، ولم يشر إلى اتفاقية نيفاشا التي طرفها الآخر هو الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تملك قوة مسلحة وضاربة في الخرطوم، يمكنها أن تنقض على أي حركة انقلابية. ولم يشر البيان أيضا، بحسب الفاضل، إلى قضية إقليم دارفور التي تشغل المجتمع الدولي وتحاصر السودان، ولم يذكر شيئا عن الديمقراطية، القضية المحورية لحل مشكلة السودان.

وأضاف أن المحقق قال له ألم تلاحظ شيئا غريبا الخميس الماضي (12 يوليو الماضي)، ورد الفاضل أنه لم يلاحظ أي شيء ولم يلاحظ أن الأمن يراقبه، لأنه ليس لديه ما يخفيه. وأضاف أنه ذكر لهم أن المجموعة التي ألقي عليها القبض، وحتى ولو كانت انقلابية، فإن الانقلاب التقليدي الذي يعرفه السودان لم يعد ممكنا، ولذلك فإن الانقلاب مستحيل. وكتب الفاضل أنه أكد لهم أن هناك ثلاثة احتمالات لعملية اعتقاله، الأول أن مشكلات الحكومة زادت ولم تستطع حلها فقررت توسيعها، الثاني تعطيل نشاطه كمنافس سياسي وتلفيق التهم له لإقصائه عن الساحة، الثالث أن هناك من أراد به شرا، ولذلك قام بالدس له والإيقاع به.

ويستطرد أنه في يوم الأحد 15 يوليو أحضر إلى المكتب نفسه، وأوضح لهم إن كان الأمر يتعلق بمحمد علي حامد، فإن الأخير زاره في مكتبه قبل عام من القبض عليه بناء على طلبه بواسطة عبد الجليل الباشا، وشرح له أنه راعي لتنظيم الضباط المعاشيين، ولديهم الرغبة في تكوين حزب سياسي باسم اللواء الأبيض، وتكوين جبهة سياسية متحدة وطلب دعم مالي من الفاضل لتسجيل حزب اللواء الأبيض، لكن الفاضل اعتذر له، وأوضح للباشا الذي راجعه بعد أسبوع أنه إذا كان لديهم أموال فمن الأولى أن تصرف على حزب الأمة ونصحه بالابتعاد عن اللواء حامد وبقية العسكريين المعاشيين، لأن العلاقة معهم تنتج عنها مشكلات الحزب في غنى عنها. وأضاف إنه في يوم الاثنين 16 يوليو أحضر في العربة نفسها وطريقة التحويل نفسها، لكن المعاملة بدأت تتغير في مركز الاستجواب، وطلب منهم مواجهة عبد الجليل الباشا، لكنهم رفضوا الأمر بحجة أنهم لم يبدأوا المواجهات بعد، ولم يحصلوا على الإذن من رئاسة الجهاز.

وفي 18 أغسطس/آب، عقدت جلسة استجواب مسجلة بمواضيع أخرى، وسألوه كذلك عن لقاء مع السفير الأمريكي السابق للسودان ديفيد شين الذي زار الخرطوم لإجراء دراسة حول العلاقات الإفريقية الصينية. وفي يوم 23 يوليو تموز، طلب منه كتابة إقرار حول ما دار في اللقاء الذي تم بينه واللواء محمد علي حامد وعبد الجليل الباشا، وفعل ذلك باعتبار أنها الأقوال نفسها التي ذكرها في التحقيقات. وفي 13 أغسطس/آب، أحضر أمام لجنة النائب العام، وتمت مواجهته مع اللواء محمد علي حامد وعبد الجليل الباشا، وكانت أقوال الثلاثة متطابقة، بل أكد الأخيران اعتذار الفاضل عن تقديم الدعم للواء محمد علي حامد، وأن لا علاقة له بأي شيء، بل أن عبد الجليل الباشا ذهب إلى أبعد من ذلك، وقال أن الفاضل حذره من العلاقة مع العسكريين السابقين. وفي 26 أغسطس/آب تدهورت حالة الفاضل الصحية، ما دفعه للتهديد بالإضراب عن الطعام، ما لم تتم الاستجابة لطلبه بتلقي رعاية طبية، وتمت إحالته إلى مستشفى برفقة قوة عسكرية لعمل منظار للمعدة والإثني عشر. وفي 27 أغسطس/آب، تمت إحالته إلى حراسة الشرطة في سجن كوبر.

الشرق الأوسط 6- سبتمبر - 2007



[light=#0099FF][font=Traditional Arabic][align=center]السودان: الإنقاذ ثورة تؤرخ لآخر الانقلابات[/align][/font][/light]

الصادق الفقيه *

حسمت اللغة الفارسية أمر الاختلاف بين الثورة والانقلاب في إيران، بأن جعلتهما شيئا واحدا، فصارت أكبر ثورة شعبية إسلامية عرفها التاريخ الحديث انقلابا. رغم أن جوهر الفرق المعلوم بين الانقلاب والثورة، هو في المسافة بين التحرير والحكم، إذ أن الثورة تهدف إلى تحرير الناس، أما الانقلاب فيهدف إلى حكمهم. وتعرف كل المراجع السياسية أن الثورة يقودها الشعب فيتبعه الجيش، والانقلاب يقوده الجيش فيتبعه الشعب. كما تهدف الثورة لتغيير قواعد بناء السلطة لتكون الكلمة الأخيرة فيها للشعب، بينما يعمد الانقلاب إلى تغيير أشخاص الحكام مع إبقائه للقوة معيارا للحكم والسلطان.

ويبرئ العارفون الجيش السوداني من كل الانقلابات والثورات التي وقعت، ويحيلون فكرتها ومبادرتها إلى قوى مدنية وحزبية، اتخذت بتقديراتها القرار وحددت له ساعة الصفر. لهذا تتخالط التعريفات وتتعارض المعاني، التي لا يمكن تكذيبها جميعا. ففي كل انقلاب شبهة ثورة، وفي كل ثورة دسيسة انقلاب. والتاريخ يحدث بحقائق الكيد السياسي، الذي ختم سيرة كل تجربة ديمقراطية بانقلاب بإيعاز مدني، يقدم فيه السياسيون الجيش كطليعة متحفزة لحماية البلاد من كل احتمالات الفوضى، التي وسمت بعض تصرفات الساسة واضطراب السياسات، وشكلت نهايات كل الحقب الديمقراطية، أو هكذا كان التبرير.

وتواجه القوى السياسية السودانية، الساعية للتغيير الديمقراطي، مأزقا أخلاقيا وعمليا في تعاطيها التاريخي مع الجيش. فهي، مهما بلغ صدق توجهها الديمقراطي، لا تستطيع النجاة من فكرة المحاولة أو المراودة، ومن لم يغز منها، فقد جهز غازيا، ومن لم ينجح في انقلاب، فقد سعى له، ومن فشل في تحريك الجيش القومي، فقد جيش جيوشه الخاصة، التى شهدت كل دول الجوار معسكرات إعدادها وتدريبها ومحاولات انقضاضها على السلطة.

وفي الوقت الذي يدعو فيه قادة هذه القوى للتداول السلمي للسلطة، يتطرفون في مواقفهم من مشاركة الجيش، حتى لا يقعون علنا في تناقض أخلاقي يفقدهم المصداقية، اعتمادا على قصر ذاكرة الناس، التي تتجاوز بالعفو هفواتهم. وهم لا يستطيعون أن ينكروا الدور السياسي الذي يضطلع به الجيش في خلق الأنظمة أو إطالة عمرها. ولكن ذلك الارتباط أو الإنكار لا ينفي ضرورة البحث عن سياقات وأساليب تمكِّن الجميع من السيطرة على مواقفهم وإزالة ما علق بها من شبهات التناقض بالتثقيف والتدريب، الذي يعالج خطأ الماضي والحاضر بإعلاء قيمة المستقبل.

ولا يعفينا هذا التحليل العام من فهم التحول الديمقراطي في سياقه التاريخي، وضروراته الحاضرة، التي تلح على وجوبه أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأن العنف صار يمنع لغة الحوار، ويزيد من وتائر الاحتقان، ويشكل مداخل الوعي بالحقوق وتحصيل استحقاقاتها. وما يجب تأكيده هنا هو أن الديمقراطية وحدها ليست ضمانة ضد العنف كما بينت حقب الديمقراطية الماضية، التي لم تطف نارا للحرب في الجنوب، ولم تخمد بوادرها في دارفور، رغم أنها وسعت «حيز السلام» السياسي، وإنما ضماناتها في تأسيس آلياتها، وتعزيز بنيانها، وترسيخ مؤسسيتها حتى يمكن لها أن تتيح معادلات أكثر مواتاة للسلام الأهلي والفعل الديمقراطي.

فالعنف صار ينتظم السياسة السودانية منذ أمد ليس بالقصير، وان ظل يتفاقم بمؤشرات صاعدة عبر الأنظمة المختلفة. ساعدت عليه العلاقة الطردية التي نشأت بين زيادة التعليم والوعي بالحقوق، ومهدت له علاقات توزيع السلطة والثروة المختلة بين المركز والأطراف، وأوجدته مطالب متناقضة باستحقاقات العدالة، وضرورات الوفاء لمبادئ المساواة. تناقض أوجد حالات جديدة للعنف لم تكن مألوفة، ولو أخذنا بالمظاهر العامة للعنف السائد الآن سنجد أنه لم يعد بعضه موجهاً بفكر سياسي أو ضد فكر سياسي، وإنما صار يتعاظم بمواجهة مواطنين عاديين لا علاقة لهم بالسياسة أو الصراع حول مكاسبها.

وفي خضم هذه الظواهر الجديدة، يتحدث الناس في السودان، كثيرا، عن التحول الديمقراطي في ظل حكومة لم تدع، ولو لمجرد الاستهلاك السياسي، أنها كذلك، إذ حصرت مهمتها في نفرة «إنقاذ» طال، في تقدير البعض أمده. بل هي لم تنف صفة الشمولية، وإن قبلت بفكرة السير في الطريق المؤدية إلى التغيير السياسي، والتحول الطوعي إلى الديمقراطية. وتلزمها اتفاقيات وترتيبات دستورية بعدم الحيدة عن هذا الطريق. وقد بدأت بالفعل خطوات واسعة باتجاه التغيير، رغم ما يكتنف عقول البعض من الشك، أو يمدد شهوة البعض الآخر في التردد والخوف من التغيير.

وقديما قال المفكر بيتر دركر: «إن لم تستطع التغير فقف وراء الآخرين». لأن التغير أساس استمرار الحياة. وفي تقدير فيليب كوتلر أن التغيير يتم بين ليلة وضحاها، «فإذا لم تكن مستعداً للتغير، فالأفضل أن تعترف بالهزيمة». ولا نريد للمتشكك أن يقف وراء الآخرين، ولا يستقيم أن نقبل لأحد بالهزيمة في مسيرة سعينا القاصد لتحول ديمقراطي يستوعب طموحات وتطلعات الجميع. فالمستقبل الذي ننشده لا يهدد بانهيار أحلام المتفائلين ولا يعزز قنوط المحبطين.

وبالقطع ليس مجال هذا المقال المساهمة في المناظرات الساخنة حول مشروعية هذه الأحلام أصلاً، أو ردع مبررات المتشائمين. فهناك من يضع المسألة بقناعات مستدركة عندما يؤكد استحالة بناء ديمقراطية في ظل حكم عسكري أجهض تجربة ديمقراطية. وعلى هذا المنطق يمكن أن نستجيب لتخذيل سبق حول امكانية تحقيق سلام في ظل أكثر الأنظمة قدرة على الحرب. فإن كانت الإجابة تبدأ بسؤال آخر بحق من يقول به، وهو أنه لم يكن من الممكن بناء سلام حقيقي أو ديمقراطية حقيقية في ظل نظام ضعيف ومختلف غير مؤتلف، يتعين علينا أن نطرح السؤال مُجهزاً بالإجابتين معاً، وهو إذا كان بناء السلام ممكنا، فإن الديمقراطية هي الأخرى ممكن خروجها من صلب نظام يعلن صباح مساء استعداده للتواضع على أقدارها.

ولهذا، فعلينا أن نفكر في هذه الإشكالية بعناية، ونتجاوب معها بعقلية تترفع عن مقعدات الغبن وتتجاوز مررات الاحتقان. فالذين يتشككون في نوايا التحول الديمقراطي وهم خارج دائرة الحكم، يشاطرهم بعض من هم داخل هذه الدائرة من رغبة في الاستمرار في تحكيم معايير الإقصاء القديمة. فالذي لا ينفعل ايجابا بإمكانية التغيير وفرص التحول، يلزم نفسه طائعا برغبات من يرفضون هذا التغيير ويعملون على تعطيل سنة التحول.

فهل يملك لنا الذين لا يريدون طرق باب النظام القائم مدخلا للديمقراطية ما يمكن أن نعرِّض أنفسنا له من احتمالات؟ والسؤال لا يستجدي إجابة لأن إشاراته مفترضة، رغم أنه من الناحية المنطقية له قيمة مزدوجة. أولاها؛ أن الديمقراطية صارت ممكنة دون تضحيات ثورة شعبية، أو جهاد مدني، ودون أن نعرض أحدا لعنف الدولة، وثانيها؛ إمكانية الترتيب الهادئ والواعي لرسوخ واستدامة الديمقراطية وحمايتها بإحسان التطبيق. لكنها لا تستطيع إنجاز ذلك وحدها من دون أحزاب وقوى مجتمع تلتقي مصالحها مع هذا الهدف.

وتنطوي القيمة المزدوجة للتحول الديمقراطي القادم في حقيقة أنها المرة الأولى التي يخرج فيها نظام من رحم آخر تدرج ليقربه، وسيؤسس بذلك لبداية تداول لم تسعف فصول التاريخ الماضيات السياسة السودانية على انجازها. فقد عانت القوى السياسية، ممثلة في الأحزاب، صعوبات جمة وقفت حائلاً دون بنائها كمؤسسات تمتلك استقلالية قرارها الداخلي والخارجي، وتمارس نشاطها السياسي والثقافي والاجتماعي وفقاً لذلك. وهذه الظروف تسببت فيها عوامل عديدة؛ أهمها انقطاع تراتبية التداول والتواصل، التي لا يجوز أن تبقى لأنها تشكل عائقاً دون تحقيق شروط تكامل الإرادة الوطنية لإنجاز الإصلاح السياسي، الذي يمكن للاستقرار والتنمية.

* كاتب وأكاديمي سوداني

الشرق الأوسط 6 سبتمبر 2007


[font=Times New Roman][align=center]بان كي مون في الفاشر:

نقترب من الاتفاق على مكان وموعد المفاوضات الحاسمة[/align][/font]

تعليق الصورة المصاحبة للخبر :
بان كي مون يتلقى التحية من جماهير سودانية في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أمس (أ.ب) ( ويبدو بان كيمون رافعا أصبعه ردا على تحية سيدة سودانية )

الخرطوم: اسماعيل ادم لندن: مصطفى سري القدس: «الشرق الاوسط»
فيما يواصل الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون جولته في السودان واجرى محادثات أمس في الفاشر، حاضرة اقليم دارفور، واعدا بتصعيد الضغوط من اجل التوصل الى حل سياسي للصراع المتفاقم، كشف وزير الداخلية الاسرائيلي أمس ان حكومته تتجه لمنح الجنسية الاسرائيلية للمئات من لاجئي اقليم دارفور السوداني الذين دخلوا اسرائيل خلسة.
وقال بان للصحافيين أمس بأنه سيسعى من اجل تحقيق تقدم في محادثات السلام بين الحكومة السودانية وجماعات المتمردين مع الاعداد لنشر قوة «مختلطة» قوامها 26 الف جندي من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي. وقال بان قبل وصوله مباشرة الى الفاشر «سوف اعمل من اجل الاسراع بعملية المفاوضات السياسية». وأوضح «عملية القوات المختلطة يجب ان ترافقها عملية سياسية، وإلا فان قوات حفظ السلام أو الشرطة أو الموظفين المدنيين سيواجهون صعوبة كبيرة في القيام بمهامهم».

وأشار الى تحقق بعض التقدم في تنظيم محادثات السلام مع جماعات المتمردين المنقسمة في دارفور. وقال «فيما يتعلق بعملية المفاوضات السياسية والتنسيق فاننا نقترب من الاتفاق على المكان والموعد.. وآمل في ان اتمكن من وضع اللمسات النهائية للمفاوضات قريبا جدا». وكشف بان في اجتماع مع حكومة ولاية شمال دارفور انه سيبحث مع البشير اليوم في الخرطوم ترتيباتهم ورؤيتهم للمفاوضات المقبلة. وقال ان الزيارة تأتي بغرض الوقوف على حجم المشكلة بدارفور ميدانيا خاصة بعد صدور القرار 1769 الخاص بنشر القوات الهجين، وأضاف ان تنفيذ هذا القرار سيحتاج الى امكانيات كبيرة حتى يحقق النجاح المنشود، قبل ان يجدد التزامه الكامل بتنفيذ العملية الهجين لتحقيق السلام الكامل بدارفور.

ووصل مون الى عاصمة شمال دارفور الفاشر بعد زيارة قام بها الى مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان اجرى خلالها مباحثات مع المسؤولين في حكومة الجنوب برئاسة الفريق سلفا كير ميارديت، وقال مون في مؤتمر صحافي في جوبا صباح أمس «انني اقدر عاليا تعهدات الرئيس البشير التي ستساعد في دفع العملية السياسية للأمام، وهذا أمر مهم لان الازمة لا يمكن حلها عسكريا».

ورسم الأمين العام للأمم المتحدة خارطة طريق لحل الأزمة في دارفور تتكون من ثلاثة محاور هي تنفيذ العملية المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي، ودفع العملية السياسية، وتسهيل الدخول في مفاوضات جادة لغير الموقعين على اتفاق سلام دارفور. ودعا مون الحركات المسلحة في دارفور الى الاشتراك في جولة المفاوضات المرتقبة مع الحكومة والالتزام بتعهداتها المتعلقة باحترام وقف اطلاق النار. وفي الاثناء، كلف الرئيس البشير رسميا مساعده نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية بالاضطلاع بملف دارفور، خلفاً للراحل الدكتور مجذوب الخليفة، ودعا البشير بهذه المناسبة لتعزيز الوضع الأمني وترتيب مظاهره، مشددا على أن أي تطور أمني ايجابي يحفز المواطنين للعوده الطوعية. ووجه البشير بتطبيق العملية الهجين وتوفير المياه الصحية النقية بجانب تأهيل المطارات لاستيعاب حركة الطيران ووصول الدعم الفني واللوجستي.

الى ذلك أبدى مئير شيتريت وزير الداخلية الاسرائيلي تأييده لمنح الجنسية الاسرائيلية للمئات من لاجئي اقليم دارفور. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية «كدولة يهودية من واجبنا استيعابهم.. وارجو ان نقرر بالتنسيق مع الامم المتحدة حصة من مئات اللاجئين يمنحون الجنسية ونفس حقوق المهاجرين اليهود».

الشرق الأوسط اليوم

[font=Traditional Arabic][align=center]الأمين العام بان كي مون يبحث مع القذافي في طرابلس قضية دارفور

الأمم المتحدة تطلب من مصر حفر آبار في الإقليم وفق دراسة أعدها الباز[/align][/font]

لندن: مصطفى سري القاهرة: عمر عبد الرازق
وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس الى سرت (500 كلم شرق طرابلس) لإجراء محادثات مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي حول عملية السلام في دارفور.
وقال بان كي مون في الطائرة التي اقلته من العاصمة التشادية الى سرت، ان هدف الزيارة هو التأكد من نجاح المفاوضات بين السودانيين المقررة في 27 أكتوبر (تشرين الاول) المقبل في ليبيا، بهدف حل ازمة دارفور.

وقال للصحافيين الذين يرافقونه «علينا أولا أن نتأكد من نجاح اجتماع طرابلس». واضاف «نامل أن تكون هذه (الجولة) المرحلة الأخيرة من مفاوضات السلام في دارفور»، موضحا ان العقيد القذافي لاعب اقليمي له دور اساسي في حل النزاع.

وبحسب مصادر في الأمم المتحدة، فإن اختيار ليبيا مقرا للمحادثات ليس عشوائيا، ذلك ان عددا من قادة التمرد، وبينهم عبد الواحد نور الذي يعيش في المنفى في باريس، يقيمون علاقات مع هذا البلد.

وكانت الأمم المتحدة والحكومة السودانية أعلنتا الخميس في بيان مشترك ان جولة جديدة من محادثات السلام بين السلطات السودانية وفصائل المتمردين في اقليم دارفور، ستجرى في 27 أكتوبر في ليبيا.

وفي نفس الوقت أعلنت الحكومة التشادية عن استضافتها اجتماعا للحركات الرافضة لاتفاق ابوجا قبيل دخولها المفاوضات مع الحكومة السودانية.

وقال منسق الاعلام في القصر الرئاسي التشادي جبريل محمد ادم لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي ان الرئيس التشادي إدريس دبي أبلغ الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي زار انجامينا ان بلاده تؤيد القرار 1769 والخاص بنشر قوات مختلطة من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور، واضاف ان بلاده ستنشر قوة من الشرطة التشادية إلى جانب قوات الاتحاد الاوروبي، مهمتها توفير المناخ الأمني الذي يمكن النازحين التشاديين الذين يصل عددهم 100 الف واللاجئين السودانيين الذين يصل عددهم إلى 300 الف لاجئ من العودة الى قراهم والمساعدة في تنمية المناطق التي تضررت بسبب الحرب في شرق البلاد. وقال آدم ان الأمم المتحدة ستصدر قراراً في هذا الشأن بعد اكتمال استعداد الاتحاد الأوروبي لنشر قواته والتي يتوقع ان تبدأ بعد فصل الخريف في اكتوبر المقبل، مشيراً إلى كل من فرنسا، وبولندا، والسويد، وأسبانيا، أكدت استعدادها للمشاركة في القوات التي ستنشر في شرق البلاد.

من جهة اخرى، تقدمت الأمم المتحدة بطلب رسمي للحكومة المصرية، للمساهمة في تنفيذ عدد من مشروعات حفر الآبار في دارفور، وصرح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية أن الحكومة المصرية أقرت منذ فترة مشروعا متكاملا لحفر 40 بئرا في مناطق مختلفة باقليم دارفور، وفقاً لعدد من الدراسات من بينها الدراسة التي أعدها العالم المصري الدكتور فاروق الباز حول امكانيات اقليم دارفور من المياه.

وأوضح أبو الغيط «أن الاتصالات التي تجري حاليا مع المسؤولين في الأمم المتحدة تتركز حول امكانية الاستفادة بالخبرة المصرية في مجال حفر الآبار، لاعداد دراسات حول المواقع التي تتوافر فيها المياه، ويمكن استخراجها بتكلفة اقتصادية وتنفيذ مشروعات حفر الآبار بعد استكمال تلك الدراسات وذلك لتوفير المياه لكل من قوات حفظ السلام التي ستنتشر في الاقليم قريبا اضافة الى توفير المياه لأكبر عدد ممكن من سكان دارفور».

وأضاف أن الاتصالات ما تزال في مراحلها الأولية معربا عن أمله في أن تكلل تلك الجهود بالنجاح وأن تتمكن مصر من تقديم المساعدة الكاملة لشعب السودان في اقليم دارفور في أسرع وقت ممكن.

الشرق الأوسط اليوم

[font=Traditional Arabic][align=center]وزير بريطاني يطرح خطة في الخرطوم لإنجاح مفاوضات سلام دارفور

تشمل تحركا سريعا لنشر القوات الهجين في الإقليم[/align][/font]



الخرطوم: إسماعيل آدم
طرحت بريطانيا خطة لإنجاح مفاوضات سلام دارفور، بين الحكومة والمسلحين في الإقليم المضطرب والتي حدد لها 27 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في ليبيا، وتشمل الخطة رؤية بريطانية لتحرك سريع لنشر القوات الهجين في دارفور، في رسالة من رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الى الرئيس عمر البشير سلمها له أمس مسؤول في الخارجية البريطاني بدأ زيارة للسودان.
وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية مسؤول الملف الأفريقي في الخارجية البريطانية، مارك مالكوك براون، بعد لقاء بالبشير إن بلاده ستعمل على دفع مفاوضات ليبيا بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور بقوة لتحقيق النتائج المرجوة منها. وحسب المسؤول البريطاني فان من الضروري مشاركة كل الحركات التي رفضت من قبل اتفاق أبوجا لسلام دارفور، وكشف في الخصوص أن بلاده أجرت من قبل اتصالات مع الحكومة الفرنسية للضغط على عبد الواحد محمد نور، زعيم حركة تحرير السودان المناوئة لاتفاق أبوجا، لينضم إلى مفاوضات السلام المقبلة، وقال «سنواصل الاتصالات مع باريس لتحقيق هذا الأمر». وقال ان خطة بلاده التي طرحها على البشير تتضمن كيفية تنمية إعمار دارفور وتنفيذ اتفاق السلام الشامل بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وأضاف ان بلاده تسعى من خلال الخطة لإحداث تحرك سريع لإيجاد حل لقضية دارفور وتنفيذ العملية الهجين لحفظ السلام في الاقليم.

إلى ذلك، ارتفعت الحرارة بين الحكومة والقوى السياسية المعارضة في البلاد على خلفية تصريحات حكومية لمحت باستثناء مناطق في دارفور من عملية الإحصاء السكاني المقرر لها في فبراير (شباط) المقبل لأسباب أمنية، وتعتبر عملية الإحصاء السكاني في البلاد عملية أساسية لا بد ان تسبق الانتخابات العامة في البلاد خلال عام 2008 حسب اتفاق السلام الشامل.

وقال مدير الجهاز المركزي للإحصاء، البروفيسور عوض حاج، في تصريحات إن عملية التعداد السكاني تشمل المناطق الآمنة في دارفور ومعسكرات النازحين بالتنسيق بين رجال الإدارة الأهلية والأمم المتحدة، وذكر أن المناطق الآمنة هي تلك المناطق التي هجرها أهلها الى الأرياف الأخرى والمدن. وقال حاج علي إن مجلس التعداد السكاني أقر بأن يبدأ التعداد في الثاني من فبراير للعام القادم وحتى السادس عشر منه لتوفير البيانات المطلوبة.

وعلى الصعيد ذاته، برأت محكمة في العاصمة السودانية 5 من منسوبي حركة تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي، كبير مساعدي الرئيس السوداني، من تهمة قتل ضباط شرطة وجنديين وجرح آخرين في أحداث المهندسين التي وقعت في مارس (آذار) الماضي.

الشرق الأوسط

[light=#999900][font=Traditional Arabic][align=center]الطعمية السودانية[/align][/font][/light]



الفلافل، طبق قد لا تخلو منه مائدة افطار في كثير من دول المشرق العربي لكنه طبق اساسي في موائد افطار رمضان السودانية، حيث يعرف في السودان باسم الطعمية، كما تختلف مكوناتها وشكلها بعض الشيء عن الفلافل. فهي تصنع من "الحمص" فقط، ولا تصنع من الفول او خليط بين الاثنين. كما انها مستديرة مسطحة، وليس مستديرة مكورة كالشكل المعروف في مناطق اخرى .
وعدا رمضان فالطعمية أكلة شعبية يحبها الجميع، وتعتبر رفيقا دائما لصحن الفول او "حبيب الشعب" كما يدللونه، ولا مانع من تناولهما يوميا صباحا ومساء، خاصة لقلة تكلفتهما ماديا .

وفي الوقت الذي اصبح فيه من النادر طبخ الفول منزليا، بعد ان أصبح يتوفر في الدكاكين والمتاجر التي تنتشر داخل الاحياء، وتتميز بما يعرف بـ "قدرة" فول كبيرة ينضج على نار فحم هادئة امام مدخلها، فإن الطعمية لا تزال تعد منزليا، وقد تحشى كساندوتشات أو كطبق مستقل أصبح عالميا يتوفر في كثير من المدن الاوروبية والاميركية. وقد لعب المهاجرون من الشوام عموما، دورا كبيرا في ذلك، وان كانت المطاعم الاسرائيلية حاليا تحاول تسويقها كطبق اسرائيلي بحت، اعداد الطعمية أمر سهل، وان كانت تحتاج مهارة عند تحميرها، وذلك أمر يمكن اكتسابه مع المداومة.

المقادير

* ربع كيلو كبكبيك، حمص، وبالطبع يمكن زيادة الكمية. - قنينة زيت ذات حجم صغير 0.5 ليتر.

- بصلة متوسطة الحجم.

- 3 فصوص ثوم.

- بعض الخضروات الخضراء كقليل من البقدونس والكرفس والفلفل.

- قليل من الملح وقليل من الكزبرة الجافة ويمكن استخدام الطازجة ان توفرت.

- بيضة. - ملعقة صغيرة باكنج باودر.

الطريقة

* يغمر الكبكبيك في كمية مياه تغطيه لبعض الوقت، مع ملاحظة عدم الاطالة حتى لا يفقد طعمه، ثم يطحن، بعد تقطيره من الماء. حالما يصبح اقل صلابة يطحن بواسطة خلاط كهربائي. تضاف كل الخضراوات وتطحن بدورها مع العجين، مع مراعاة عدم المبالغة في الطحن، فليس من الضروري ان يكون ناعما جدا، المهم ان يكون متماسكا. تضاف البهارات إلى الخليط من ملح وكزبرة، ثم تضاف البيضة التي ستكسبه شيئا من الهشاشة، والباكنج باودر .يفضل تقسيم العجين الى كويرات صغيرة، فذلك يسهل من عملية التحمير.

تؤخذ كل كورة من العجين وبعد مسح باطن اليد اليسرى بقليل من الماء، يسطح وجهها وبسرعة ينقل بأصابع اليد اليمنى الى وعاء التحمير المليء بالزيت، وهكذا تتواصل عملية التحمير مع ضرورة الانتباه ألا تشتد سخونة الزيت لدرجة الاحتراق، حتى لا ينضج السطح بينما يظل الباطن غير مستو . ان تعذر تشكيل العجين باليد، يمكن استخدام ملعقة صغيرة، وفي بعض الاسواق حاليا تتوفر آلة خاصة لهذا الغرض. يمكن التجميل برش قدر بسيط من السمسم على كل سطح قبل التحمير.

الشرق الأوسط

[light=#00FFFF][font=Traditional Arabic][align=center]الأمم المتحدة: 200 قتيل ومليون متضرر في سيول استثنائية تجتاح أفريقيا

يتوقع هطول إمطار جديدة في غرب القارة الأسبوع المقبل

[/align][/font] [/light]


دكار ـ لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت الامم المتحدة ان السيول الاستثنائية التي تضرب افريقيا منذ يوليو (تموز) الماضي ادت الى سقوط حوالي 200 قتيل وسببت اضرارا بدرجات متفاوتة لنحو مليون شخص بينما يتوقع هطول امطار جديدة في غرب افريقيا الاسبوع المقبل.
ففي السودان البلد الاكثر تضررا، اسفرت سيول لا سابق لها عن سقوط 64 قتيلا منذ يوليو بينما بلغ عدد المنكوبين حوالي 500 الف شخص حسب ارقام الامم المتحدة، وقالت منظمة الصحة العالمية ان هذه السيول ادت ايضا الى انتشار الكوليرا وموت حوالي 49 شخصا في شرق البلاد.

وفي غرب افريقيا بلغ عدد المتضررين بسبب الامطار الغزيرة التي ادت الى الفيضانات 500 الف شخص. وكان 65 الف شخص فقط قد تضرروا بفيضانات مماثلة العام الماضي في الدول الـ12 الواقعة في هذه المنطقة.

وتخشى فرق الانقاذ تزايد صعوبة الوصول الى المنكوبين لانه يتوقع هطول امطار جديدة بين 18 و24 سبتمبر.

واعلن فريق حكومي ان 18 شخصا لقوا مصرعهم في سيول في شمال غانا، وكانت حصيلة سابقة اعلنت الاسبوع الماضي قد افادت ان الامطار التي تشهدها البلاد منذ يوليو ادت الى موت عشرة اشخاص.

وقالت الحكومة الغانية ان حوالي 261 الف شخص فقدوا مساكنهم بسبب هذه السيول. وتضررت نيجيريا بشدة ايضا بهذه الاحوال الجوية السيئة التي ادت الى مقتل 41 شخصا في شمال ووسط البلاد.

وفي توغو قتل عشرون شخصا وجرح 58 آخرون في منطقة كبيندجال التي تبعد حوالي 650 كيلومترا شمال العاصمة لومي، بسبب امطار غزيرة، وقد ارجىء موعد فتح المدارس الذي كان مقررا في 17 سبتمبر (ايلول) إلى شهر واحد.

ولقي 22 شخصا حتفهم في بوركينا فاسو بسبب الامطار الغزيرة التي اغرقت سبعة آلاف هكتار من الحقول في هذا البلد الذي يعيش ثمانون في المائة من سكانه من قطاع الزراعة.

وبلغ عدد المنكوين اكثر من ستة آلاف شخص في وسط النيجر اثر امطار غزيرة هطلت منذ منتصف يوليو، بينما قتل عشرة اشخاص.

وفي كل منطقة الساحل، اكد خبراء الارصاد الجوية ان معدل الامطار استثنائي في الاسابيع الاخيرة.

واطلقت الحكومة الموريتانية في 11 أغسطس (آب) نداء لاعادة اعمار تينتان المدينة الواقعة جنوب شرق موريتانيا حيث ادت سيول الى موت شخص واضرار بقيمة عشرات الملايين من اليورو في مطلع اغسطس.

كما وجهت غانا وبوركينا فاسو نداءين للحصول على مساعدة دولية. وشهد شرق افريقيا ايضا امطارا غزيرة في الاسابيع الاخيرة بينما اضطرت السيول مئات الآلاف من السكان الى النزوح، مما يعزز مخاوف الخبراء من نقص المواد الغذائية وانتشار الامراض في المنطقة، وتوفي حوالي 15 شخصا في شمال غرب رواندا بسبب السيول.

وفي جنوب الصومال، قتل اربعة اشخاص على الاقل واضطرت حوالي 1500 للنزوح بسبب سيول نجمت عن فيضانات احد الانهار. وقتل شخص واحد ونزح حوالي 19 الفا آخرين اثر فيضان بعد امطار غزيرة هطلت في نهاية يوليو في اثيوبيا. وقال برنامج الغذاء العالمي ان نحو 183 الف شخص تضرروا بالسيول في اثيوبيا حيث بدأت الحكومة توزيع 1400 طن من المواد الغذائية.

إيلاف/ واشنطن بوست ( 17 سبتمبر 2007 )

[light=#000033][font=Traditional Arabic][align=center]هذا ما شاهدته في دارفور.. فك طلاسم أزمة معقدة!! [/align][/font][/light]


بان كي مون ـ واشنطن بوست
أمين عام الأمم المتحدة


إن الأزمة لا تقتصر على دارفور فقط، حيث إنها انتقلت عبر الحدود وأدت إلى زعزعة استقرار المنطقة برمتها. كما أن دارفور ذاتها تعاني من أزمة بيئية حادة- لقد ازداد الصراع تفاقما بسبب التصحر والتدهور البيئي وندرة الموارد، وأهمها المياه.
إننا نتحدث كثيرا عن دارفور، ونتحدث عنها أيضا بسهولة شديدة. لكن ما الذي نستطيع أن نقوله عن هذه القضية أو هذا الصراع على سبيل التأكيد؟ بالاختصار التقليدي، يمكن القول إنها مجتمع في حرب مع نفسه. متمردون يقاتلون الحكومة والحكومة تقاتل المتمردين. بيد أن الحقيقة أكثر تعقيدا. فالقتال ليس بين قبيلة ضد أخرى، ولا أمير حرب ضد أمير حرب آخر.
بل إن الأزمة لا تقتصر على دارفور فقط، حيث إنها انتقلت عبر الحدود وأدت إلى زعزعة استقرار المنطقة برمتها. كما أن دارفور ذاتها تعاني من أزمة بيئية حادة- لقد ازداد الصراع تفاقما بسبب التصحر والتدهور البيئي وندرة الموارد، وأهمها المياه.
لقد عدت لتوي من زيارة إلى دارفور والمنطقة المحيطة بها استغرقت أسبوعا كاملا. لقد ذهبت إلى دارفور لكي استمع إلى آراء صادقة من سكان الإقليم - وإلى المسؤولين السودانيين، وإلى القرويين الذين شردهم القتال، وإلى عمال المساعدات الإنسانية، وإلى قادة الدول المجاورة. وعدت بفهم واضح للوضع، وتأكدت أنه لا يمكن أن يكون هناك حل واحد لهذه الأزمة. إن دارفور تشكل حالة دارسة في مجال التعقيد، فإذا كان للسلام أن يتحقق في هذه المنطقة، فينبغي أن نضع في الاعتبار كافة العناصر التي تسببت في ظهور هذا الصراع.
إن كل شيء رأيته، وكل ما سمعته أقنعني بأن تحقيق السلام في المنطقة ممكن، وينبغي علينا أن ننجح. قمت بزيارة معسكر السلام الذي يبعد حوالي 45000 من النازحين داخليا على حدود الفاشر التي تعد أكبر مدينة في شمال دارفور. لقد اعتصر قلبي عندما شاهدت هؤلاء الناس. شعرب بيأسهم واحباطهم، شاهدت الأطفال الذين لم يرو الحياة خارج المعسكرات، وأردت أن أعطيهم بارقة أمل، ووعدتهم بأننا سنبذل قصارى جهدنا لجلب السلام، ولمساعدتهم لكي يعودوا إلى قراهم.
لقد كانت نقطة البداية جيدة من قبل الأمم المتحدة. حيث وافق مجلس الأمن على نشر قوة حفظ سلام تتألف من 26000 جندي بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي. لقد شاهدت الظروف الصعبة التي ستواجهها قواتنا في دارفور، وشاهدت أيضا الاستعدادات اللوجستية الجارية حاليا.
لا يمكن لأية بعثة حفظ سلام أن تحقق النجاح ما لم يكن هناك سلام لكي تحافظ عليه. إننا بحاجة إلى أن نبذل كافة الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية أيضا. وكان هذا في واقع الأمر هو الغرض الرئيسي من زيارتي إلى السودان.
أما في الخرطوم، فقد جددت حكومة الرئيس عمر حسن البشير التزامها التام بدعم بعثة حفظ السلام، ودعم محادثات السلام الشاملة. وقد اتفقنا على أن تبدأ مفاوضات السلام في ليبيا في السابع والعشرين من أكتوبر المقبل بقيادة مشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وقد أكدت الحكومة السودانية على تعهدها بوقف الأعمال العدائية على الفور، كما فعلت مجموعات المتمردين في أروشا خلال الشهر الماضي. إلا أنه وخلال ساعات من زيارتي، وردت تقارير بحدوث توترات وصدامات وقصف في مدينة دراسة شمال دارفور. إنه لمن الأهمية بمكان أن يلتزم الطرفان بضبط النفس، وأن يوفرا المناخ المواتي لعقد محادثات السلام.
ينبغي علينا ونحن نتعامل مع قضية دارفور أن ننظر إلى ما هو أبعد من دارفور ذاتها. ففي جوبا عاصمة جنوب السودان أعرب القادة السياسيون هناك عن قلقهم من أن قضية دارفور يمكن أن تصرف الانتباه عن اتفاقية السلام الموقعة منذ عامين والتي أنهت الحرب الأهلية. إننا ونحن نهتم بدارفور لا ينبغي علينا أن نتجاهل هذا الوضع الهش، وإلا ستندلع حرب أوسع من جديد، وتؤدي إلى تقويض كافة الجهود التي نبذلها حاليا.
إن أي سلام ينبغي أن تكون له جذور عميقة لكي يبقى ويدوم. لقد سمعت في جوبا والفاشر عن أهمية الاستماع إلى أصوات كافة قطاعات المجتمع - زعماء القبائل، ممثلي الحركات السياسية المستقلة، الجماعات النسائية واللاجئين، والمسؤولين المحليين والوطنيين. إننا بحاجة إلى توقيع عقد اجتماعي للسلام.
عندما التقيت مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في خيمته في مدينة سرت الليبية، عرض القذافي بسخاء استضافة مباحثات السلام، وأكد لي أنه سوف يبذل قصارى جهده لضمان نجاح المحادثات. قال القذافي: إما أن ننجح الآن أو لن ننجح أبدا، وأكد على الرؤية السائدة التي تقول بأن هذه المفاوضات ينبغي أن تكون نهائية.
خلال زيارتي إلى ليبيا أيضا، شاهدت النهر الصناعي العظيم: شاهدت مئات الملايين من المواسير تحمل ملايين الجالونات من المياه العذبة من تحت الصحراء. ولا شك أن هذا عمل عظيم لاسيما في منطقة تعاني من ندرة المياه. وحلقت بالطائرة فوق بحيرة تشاد- وهو بحر داخلي كبير تناقص إلى 10٪ من حجمه الحقيقي- وكان من الواضح تماما أن مستقبل هذه المنطقة يعتمد اعتمادا كبيرا على توفر المياه.
وفي العاصمة التشادية نجامينا، قال لي الرئيس إدريس ديبي إنه لا يمكن أن تتحقق التنمية الاقتصادية بدون المياه. أضاف الرئيس ديبي قوله إنه بدون التقدم الاقتصادي، لا يمكن لحوالي ربع مليون من لاجئي دارفور الذين يعيشون في الجزء الشرقي من تشاد العودة إلى بلادهم. وقال إن الأمن والتنمية يسيران جنبا إلى جنب. وهنا يمكن للمجتمع الدولي أن يلعب دورا هاما.
كل هذا يؤكد على الحاجة إلى اتباع نهج شامل للصراع في دارفور. لا يمكن للحلول أن تتجزأ. لقد تفاقمت الأزمة لأسباب عديدة. وينبغي علينا أن نتعامل مع كافة هذه الأسباب- الأمنية والسياسية والموراد والمياه فضلا عن قضايا التنمية والقضايا الإنسانية الأخرى.
إن التعامل مع القضايا المعقدة يجعل عملنا أكثر صعوبة وأكثر تحديا. بيد أن هذا هو السبيل الوحيد للتوصل إلى حل دائم.

قسم الترجمة - عُمان

الجزيرة نت

[light=#FF9900][font=Traditional Arabic][align=center]انطلاق البث التجريبي لقناة الشروق السودانية من دبي [/align][/font][/light]




عائشة محامدية-دبي

يستقبل الإعلام العربي منتصف أكتوبر/ تشرين الأول المقبل مولودا جديدا يحمل اسم قناة الشروق, وهي محطة فضائية سودانية جديدة تملكها مؤسسة الشروق الإعلامية.

وتعنى المحطة الجديدة بالشأن السوداني خاصة, والشأن العربي والأفريقي والدولي عامة, وتتخذ من مدينة دبي للإعلام مقرا لها وتبث باللغة العربية على مدار 24 ساعة.

وبدأ البث التجريبي للمحطة مع بداية هذا الشهر, ويقيم كادرها ورشا تدريبية مكثفة لتدريب المحررين والمذيعين. ومن المقرر أن تبث القناة على القمرين الصناعيين عربسات ونايلسات ولاحقا على الهوتبرد. وتتخذ المحطة من "شمس السودان التي لا تغيب" شعارا منطوقا لها.

وعن رسالة القناة وأهدافها وما ستضيفه للساحة الإعلامية العربية قال مديرها العام محمود عبد الهادي للجزيرة نت إن الهدف من هذا المشروع هو المساهمة في نهضة السودان وترسيخ وحدته ونشر السلام في ربوعه وتعزيز إستقراره ودعم بنائه إلى جانب العمل على تنمية هوية الجمهور الحضارية وتعميق التفاعل العربي السوداني والأفريقي.

وتسعى القناة إلى احتلال الصدارة لدى الجمهور السوداني دون إهمال تقدير المشاهد العربي مع الأخذ بالاعتبار الاستقرار المالي والربحي, حسب ما أوضح عبد الهادي.

وأشار إلى أن تمويل القناة الذي يقدر بـ25 مليون دولار سنويا يقف وراءه مجموعة رجال أعمال سودانيين, ولذلك فإن القناة ستكون مستقلة ولا تمثل حزبا سياسيا ولا فصيلا عرقيا ولا مذهبا دينيا وإنما تمثل عموم الجمهور السوداني وتنطلق من أهدافه ومصالحه ضمن سياسة إعلامية تلتزم بمبادئ المهنة وأخلاقها وتحترم حق الجمهور في المعرفة وحرية الرأي والتعبير.

الصلة بالحكومة ( محمود عبد الهادي نفى أي صلة للقناة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان (الجزيرة نت)

ونفى عبد الهادي وجود أي صلة للقناة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان, وقال إن وضعا مشابها قيل عن قناة الجزيرة التي رغم النجاحات الهائلة التي حققتها ورغم التصريح المتكرر بتمويل دولة قطر لها بالكامل, فإن هناك جهات أو فئة من الناس تردد أنها مملوكة للموساد الإسرائيلي والمخابرات الأميركية.

وعن الجديد الإعلامي الذي ستضيفه القناة للساحة الإعلامية العربية أوضح عبد الهادي أن القائمين على القناة حاولوا رصد القصور الموجود في الساحة الإعلامية العربية, وسيعملون جاهدين على تلافيه واستدراكه، لا سيما في مجال التخطيط الإعلامي الإستراتيجي وإنشاء المؤسسة المتكاملة وتطوير التجربة الإعلامية وترشيدها وإيجاد فكر إعلامي غير منقطع عن العمل المؤسسي.

وتتخذ القناة الجمهور السوداني حالة تجربة إعلامية ستكون نموذجا يمكن تطبيقه في تجارب إعلامية أخرى, لذلك فإنها ستقدم نموذجا جديدا في التغطية الإخبارية. كما تم إنشاء قسم بالمؤسسة خاص بقياس الرأي سيبدأ بالعمل من أول يوم انطلاق القناة لاستطلاع آراء الجمهور السوداني.

أما المتابعة المباشرة فستقتصر على الشأن السوداني، ولذلك فإن القناة نشرت 23 مراسلا في ولايات السودان يعملون من خلال 15 مركزا إخباريا، والمادة الإخبارية ستشكل 30% من بث القناة بكادر وظيفي بلغ 260 موظفا 155 منهم في السودان والبقية في دبي.

كما ستكون القناة أول فضائية عربية تخصص برنامجين للشأن الأفريقي، هما برنامج "أخبار القارة السمراء "وحوارات أفريقية".

ونظرا للتعدد العرقي والثقافي في السودان والصراعات السياسية الدائرة فيه فإن القناة ترفع شعار "مع الجميع من أجل الجميع" دون استعداء أو انحياز أو إثارة وفقا للمبادئ الأساسية التي وضعتها سياسة تحريرية والمتمثلة في الدقة والحياد والتوازن والعدل.

الجزيرة نت

[light=#000033][font=Times New Roman][align=center]متمردو دارفور ينسقون مواقفهم بتشاد ونور يقاطع

جيش تحرير السودان يعلن سقوط 45 قتيلا باشتباكات في الإقليم[/align][/font][/light]


التقى ممثلون من خمس جماعات متمردة في دارفور من بينها حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، في تشاد أمس للاتفاق على موقف موحد قبل محادثات السلام.

وقد تغيب مؤسس حركة تحرير السودان عبد الواحد نور عن الاجتماع، وقال من مقر إقامته بباريس إنه لن يشارك في مفاوضات السلام مع الحكومة السودانية المقررة في 27 سبتمبر/أيلول الحالي بليبيا.

وأضاف "بدون أمن على الميدان لن أفاوض أبدا ولن أكرر ما حصل في أبوجا" في إشارة إلى الاتفاق الموقع في مايو/أيار2006 بين الحكومة السودانية ومجموعة متمردة أخرى في العاصمة النيجيرية.


وقد انتقد النائب الأول للرئيس السوداني سلفاكير ميارديت عبد الواحد نور لرفضه المشاركة في المفاوضات المرتقبة، وقال سلفاكير إن نور ليس لديه موقف تجاه قضايا الإقليم أو الأهداف التي يريد تحقيقها.

ومن المقرر أن يترأس بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة اجتماعا رفيعا في نيويورك الأسبوع الحالي لوضع اللمسات النهائية على إستراتيجية محادثات السلام.

مؤتمرعربي

وفي القاهرة أعلن مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل الأربعاء أن مؤتمرا عربيا سيعقد على مستوى وزراء الخارجية في 30 و31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل في الخرطوم للبحث في سبل تقديم المساعدات الإنسانية لإقليم دارفور.

وقال إسماعيل عقب مقابلة مع الرئيس المصري حسني مبارك إن القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الرياض في مارس/آذار الماضي قررت عقد هذا المؤتمر وتم الاتفاق على أن يلتئم نهاية الشهر المقبل في الخرطوم. ولم يذكر المسؤول السوداني أي تفاصيل أخرى عن هذا المؤتمر.

واعتبر إسماعيل أن لقاء طرابلس سيكون المفاوضات النهائية "حتى لا نفتح الباب أمام مسلسل لا ينتهي من الاجتماعات". وأضاف أن "جهودا تبذل من أجل مشاركة كل حركات التمرد بدارفور في هذه المفاوضات".

الوضع الميداني

وميدانيا قال أحمد عبد الشافي الذي يرأس فصيلا من جيش تحرير السودان إن مقاتليه هزموا كتيبة حكومية أمس الأربعاء في معركة استمرت ثلاث ساعات وراح ضحيتها 45 قتيلا.

وأوضح عبد الشافي أن 40 جنديا حكوميا وخمسة متمردين قتلوا في الهجوم الذي وقع في الصباح مضيفا أن بقية القوات الحكومة لاذت بالفرار.

وقال إن وحدة من وحداته هاجمت جنود الحكومة الذين يتمركزون في قرية دوبو بوسط منطقة جبل مرة. ولم يرد تأكيد أو نفي من الجيش السوداني لهذا النبأ.

الخليج الإماراتية 20-9-07


[light=#000000][font=Traditional Arabic][align=center]وفاة رئيس جماعة أنصار السنة في السودان [/align][/font][/light]

الخرطوم “الخليج”: انتقل إلى جوار ربه أمس الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية في السودان الشيخ محمد هاشم الهدية بعد عمر حافل بالعطاء الوطني والدعوي، اثر وعكة ألمت به، وصلي عليه بمسجده، مسجد فيصل في العرضة في أم درمان، ووري الجثمان في مقابر البكري بأم درمان.

ولد الهدية في رفاعة عام ،1910 وانضم إلى جماعة أنصار السنة في بواكير أربعينات القرن الماضي، وتولى رئاسة الجماعة منذ ،1956 واستمر في رئاستها حتى وافته المنية أمس وعمل في مجال الدعوة الإسلامية داخل وخارج السودان، أشرف على تشييد المساجد والدور والمرافق الصحية والاجتماعية التابعة للجماعة، والتي تتجاوز ألف مسجد وعشرات الدور والمرافق الخدمية وغيرها.

الخليج

[light=#CCCCFF][font=Traditional Arabic][align=center]وزير العدل السوداني يرد طلبات من المتهمين في "المحاولة التخريبية" [/align][/font][/light]
الخرطوم “الخليج”:

رفض وزير العدل السوداني محمد علي المرضي طلبات تقدمت بها هيئة الدفاع عن المتهمين في المحاولة التخريبية الأخيرة، وتم شطبها، لمخالفتها لائحة تنظيم أعمال وكالات النيابة لعام 1998. وقال المرضي إنه تسلم أربع مذكرات من المجموعة العسكرية ومبارك المهدي وعلي محمود حسنين وهيئة الدفاع، وتتحدث عن عدم وجود بينات في مواجهة المتهمين مع اختلاف التناول.

وأضاف أن رده عليها جاء متضمناً أن لائحة تنظيم أعمال وكالات النيابة لعام 1998 تحدد الجهات التي تقدم لها الطلبات، سواء كان طلباً متعلقاً بالإفراج بالضمان أو شطب الاتهام أو أشياء متعلقة بالتحديات، حيث تقدم لوكيل النيابة المختص ثم تتدرج بالاستئناف للمدعي العام انتهاء بالوزير، ولا تقدم لوزير العدل ابتداء كما حدث في هذه المذكرات.

وقال المرضي إن لدى من قدم الطلبات محامين يعرفون نصوص هذه اللائحة ولهم خبرة طويلة في هذا العمل، وأوضح أن أي طلب لا يدعوه للتدخل في هذه المرحلة حتى لا يلغي كل المراحل الاستئنافية التي تحددها اللائحة المستمدة من القانون، فتم شطب جميع الطلبات.

وعقدت هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين والعسكريين مؤتمراً صحافياً ردت فيه على تصريحات وزير العدل برفض طلبات المحامين المتعلقة بتقديم المعتقلين إلى محاكمات أو إطلاق سراحهم فوراً، بحضور عدد من محامي الهيئة وفي مقدمتهم نبيل أديب الناطق الرسمي ومهدي بخيت وصديق أبوسالف والمعز حضرة الذي قال إن الطلبات التي تقدمت بها الهيئة إلى وزير العدل لا تمثل استئنافات، وأضاف انهم يعرفون طرق الاستئناف جيداً وقد حبذوا رفع الطلبات إلى الوزير باعتباره المسؤول اعن صحة تطبيق القوانين في السودان.

الشرق القطرية 20-9-07


[light=#993366][font=Traditional Arabic][align=center]البشير يصل الدوحة اليوم ...قمة قطرية - سودانية تتناول التطورات العربية والدولية

عثمان يشيد بجهود قطر لدعم السودان [/align][/font][/light]


الدوحة - قنا - القاهرة - صباح موسى :

يتقدم حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى مستقبلي أخيه فخامة الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان لدى وصوله والوفد المرافق إلى الدوحة عصر اليوم في زيارة اخوية قصيرة للبلاد.
وسيجرى سمو الأمير المفدى وفخامة الرئيس السوداني مباحثات حول تعزيز علاقات التعاون بين البلدين وتطورات الأوضاع على الساحتين العربية والدولية.
وأوضح الدكتور مصطفى إسماعيل مستشار الرئيس السوداني أن زيارة البشير للدوحة هي مؤشر قوي للعلاقات بين البلدين، وقال في تصريحات خاصة لـ الشرق: إن قطر من خلال موقعها في مجلس الأمن ظلت تدافع عن قضايا السودان وتقدم الدعم المطلوب خاصة في قضية دارفور وفي مواجهة المؤامرات الدولية التي كانت تحاك بالسودان، وأضاف: في المجال الاقتصادي شهدت العلاقات نموا مطردا، حيث دخل رأس المال القطري مجلات الاستثمار في السودان سواء كان ذلك في مجال البنوك والمصارف والزراعي والحيواني.

وكان المنتدى المشترك لرجال الأعمال السوداني القطري الذي عقد مؤخرا في الدوحة فرصة لتبادل المشروعات المختلفة بين الجانبين وفتح مجالا واسعا للمزيد من الاستثمارات القطرية في السودان.
وأعلن عثمان أن المصارف القطرية تستعد الآن لإقامة بنك قطري بالخرطوم برأس مال مليار دولار حتى الآن مما يعد أكبر بنك موجود في السودان وان هذا سيساهم كثيرا في الاقتصاد السوداني خاصة في مجلات المشروعات الكبرى فى الصناعة والزراعة والسدود وغيرها من المشروعات المختلفة.

وقال إن سمو الأمير المفدى ظل على مقربة من قضايا السودان وكانت له مساع حميدة ومواقف متميزة لعدد من القضايا منها العلاقات السودانية - الاريترية، وقد ساهم في وضع حد لتوتر هذه العلاقة مما انعكس على تطورها.

وأشار عثمان إلى أن قطر نشطة أيضا في تقديم الدعم في شرق السودان في مشروعات إزالة الألغام ورصف الطرق وإقامة القرى النموذجية للنازحين، مما كان له اكبر الأثر في تثبيت اتفاقية الشرق ونجاحها. وأضاف أن السودان يحيى قطر أميرا وحكومة وشعبا لهذه المواقف التاريخية التي وقفتها اتجاه السودان.

وفي الشرق أيضا


[light=#66CC33][font=Times New Roman][align=center]يتواصل طيلة شهر رمضان ..

عصام بابكر يجسد جمالية الفن الإسلامي في «لمسات روحانية»[/align][/font][/light]


محمد فوراتي :
يواصل الفنان عصام بابكر تجربة «لمسات روحانية» في نسختها العاشرة طيلة شهر رمضان المبارك حيث يضم حوالي 45 لوحة تجمع درراً من الخط العربي والزخرف الإسلامي التي سلك فيها مسالك عديدة تؤدي كلها إلى جمالية فنية زادت في قيمة وسحر الخط العربي. وقد حرص الفنان عصام إبراهيم بابكر أن يكون هذا المعرض طيلة ليالي الشهر الكريم وفي مجمع اللاندمارك حتى يتمكن أكبر عدد من الناس من زيارته.

وتحكي اللوحات المعروضة التي تتسم بجمالية ساحرة سحر الخط العربي الذي له تاريخ طويل من الحضارة عن جماليات الخط العربي والزخرف الإسلامي الذي بهر الكثير من المبدعين وأسر أشهر فناني العالم. وتضم معظم اللوحات آيات قرآنية، لذلك سماها الفنان عصام إبراهيم بابكر «لمسات روحانية». وقد اختزنت هذه اللوحات بما حملت من لمسات فنية وألوان وزخارف تاريخا وحضارة امتدت 14 قرنا، فجاءت بلمسة عصرية جمعت بين التراث والأصالة من جهة وبين الحداثة واستعمال الوسائل الحديثة من جهة اخرى كما أكد ذلك الفنان نفسه في تصريح للشرق. وقد كانت الآيات القرآنية التي تحمل الكثير من الصور والعبر آسرة مبهرة بما تمكله من إعجاز، إزداد بما أضافته اللمسات الجمالية لفنان عشق القرآن والخط العربي. أما الألوان فهي كما يقول يغلب عليها البني والذهبي ولكنه استعمل كل الألوان حسبما تتطلبه روح اللوحة وزاوية التعامل معها جماليا.

وقال عصام ابراهيم بابكر في تقديمه لهذا المعرض الذي زين سهرات رمضان باللاندمارك: يأتي هذا المعرض العاشر في ظل التطورات الهائلة التي تشهدها الحركة الفنية وكذلك تطور الأدوات الملازمة للفنّ. ولذا كان لزاما عليّ استعمال هذه الأدوات والتأثير والإضافة بها لما يلزم في لوحاتي، التي عملت في الحسبان أن تأتي متنوعة، ومختلفة الأسلوب والأداء والتكوين.. وعبر الفنان عن مقدرته على إنجاز مختلف هذه اللوحات بكافة المقاسات والاحجام، وهو تحدٍ يطرحه فنان يملك المقدرة والثقة في النفس.

والفنان عصام ابراهيم بابكر من مواليد السودان سنة 1955 وهو خريج كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بالخرطوم. وقد شارك في عشرة معارض أغلبها في الدوحة ودبي والخرطوم.
وحول ما يمثله له الخط العربي كمبدع قال بابكر إن الخط العربي بالنسبة له وجدان وحاضر ومستقبل وحضارة. وهو يعتبر نفسه أسير هذا الفن الذي كرس له كل حياته بل إن لمسة في لوحة من لوحاتها تدخل الكثير من البهجة على يومه وتسعد روحه العاشقة للفن والزخرف. والفنان الذي كان خطاطا في أغلب الصحف السودانية عاشق للخط العربي حتى النخاع وهو يسعى لتطوير لوحاته بكل ما يملكه من خبرة ومحاولة الإطلاع على التجارب الاخرى وكذلك استعمال الكمبيوتر الذي لا يرى عيبه في استعماله لتطوير هذا الفن العربي والإسلامي العريق. وأضاف ان الخط العربي مر بعدة مراحل وتطور في رؤية الفنانين له ولم يكن في أي عصر جامدا بل استفاد من تطور الحياة وأساليبها. وحتى الكمبيوتر اليوم اصبح إحدى الطرق الكثيرة لتطوير هذا الفن وقد استعملت الكمبيوتر في عدد من لوحاتي التي جلبت الكثير من الإعجاب.

[light=#000000][font=Traditional Arabic][align=center]مخاطر حكم الأحزاب الإسلامية [/align][/font][/light]

الأحد 23 سبتمبر 2007
الاتحاد الاماراتية
خليل علي حيدر


هل يمكن أن يكون حكم الأحزاب والجماعات الإسلامية في السلطة بهذه الدرجة من السوء؟ هل ما يقوله منتقدوهم وخصومهم عنهم، نوعاً من التشنيع والمبالغة، أم سلوكاً متوقعاً؟

لا تنتهي الأسئلة ولا يتوقف الجدل، ولكنها قضية تستحق الدراسة، على ضوء كتب ومقالات الإسلاميين، وضمن معطيات تجارب الأحزاب الإسلامية العلنية والسرية، القوية والضعيفة، وتلك التي في المعارضة والتي في السلطة! لنتأمل الاحتمالات عن قرب!



1- ينظر الكثير منا إلى "الإسلاميين" اليوم في دول عربية وإسلامية عديدة، فيرون في الكثير منهم الاعتدال والتقوى، وربما التسامح وسعة الصدر. ولا شك أن هؤلاء صادقون لا يخدعون أحداً ومنهم من هو غاية في الاستقامة وصفاء النية. ولكن هل ستكون السلطة في "النظام الإسلامي" المزمع إقامته، بيد هؤلاء؟ كلا بالطبع، فالنظام الذي سيقيمه أي حزب إسلامي سيكون نظاماً حزبياً تتحكم به كوادر الحزب السرية وقيادتها ولجانها ومؤسساتها، التي لا نرى منها اليوم إلا أقل القليل. من هم هؤلاء الأشخاص؟ وبأي حق سيتحكمون في مصيرنا؟ ومن انتخبهم؟ ومن يستطيع أن ينقدهم أو يعارضهم؟ وكيف نستطيع إبعادهم عن السلطة؟


هذه بعض الأسئلة القاسية التي سيدفع المجتمع ثمن إجابتها سنوات من العذاب في مصر وسوريا والجزائر ودول الخليج!


2- يعتقد الكثير منا أن "الإسلاميين" يفهمون الإسلام كما تفهمه وزارات الأوقاف مثلاً أو الأزهر الشريف أو مراجع الشيعة أو بعض مقدمي البرامج الدينية وكتاب مقالات وخطب الجمعة!


وهذا وهمٌ ثان له كذلك ثمن باهظ! فإسلام "الأخوان" والسلف وحزب "التحرير" و"حزب الله" وجماعة باكستان الإسلامية وغيرهم ليس بالإسلام التعددي المذاهب المتسامح فكراً والمعتدل سياسياً والمنفتح فقهياً.


إنه "إسلام" عقائدي أيديولوجي متسلط، يشرف على تطبيقه متزمتون، تتحكم بهم الكثير من العقد السياسية والحزبية والاجتماعية والطبقية والطائفية وغيرها. وقد تقع صراعات داخلية بين المتشددين والمعتدلين، والمتزمتين والمتسامحين، ولكنهم جميعاً، على الأرجح، سيكتشفون بعد بضع سنين في السلطة، أنه لا بقاء لهم على كرسي الحكم إلا بالوسائل التسلطية بأنواعها!


3- هل تستطيع الجماعات الإسلامية أن تقيم نظامها في بيئة ديمقراطية وفي ظل الحرية الكاملة لوسائل الإعلام والتعددية الحزبية السياسية وغير ذلك؟


كلا في الواقع، فما من نظام مؤدلج يرى في نفسه الفرقة الناجية والجماعة المسلمة وحاملة راية الإسلام، ويتسامح مع فكر ضال وجماعة جاهلية. ومن هنا فالقمع السياسي والاجتماعي والثقافي والقانوني والديني ومحاصرة الأقليات جزء لا يتجزء من هذا النظام مهما ساق لنا اليوم من وعود.


4- عرف المسلمون في بلدانهم العشرين أو الخمسين، خلال القرن العشرين مثلاً، الكثير من الأنظمة القمعية وأجهزة الاستخبارات، ومارست هذه الأجهزة كل ألوان القمع والتعذيب فيما روت الصحف وتضمنت الاعترافات وغير ذلك، ولكن رجل الاستخبارات في نظام الإسلاميين القادم يختلف عن كل من سبقه في شيء أساسي مخيف!


فالذين عذبوا أنصار "الثورة الإسلامية" في إيران، أو "الأخوان" في مصر وسوريا أو أعضاء الأحزاب الإسلامية في شمال أفريقيا، كانوا يقومون بذلك كموظفين مأمورين في أغلب الأحيان، أما مسؤولو شعبة الملاحقة والتحقيق واستخلاص الاعترافات في ظل نظام الأحزاب الإسلامية، فهم يعتقدون أنهم ينالون بعملهم الأجر والثواب، وبأنهم ربما يتقربون إلى الله سبحانه بعملهم هذا الذي يساعد في "اقتلاع شأفة" المنافقين والكفار العلمانيين! وليس من المستبعد أن يترك الواحد منهم تعذيب المعتقل ليلتحق بصلاة المغرب أو العشاء جماعة!


5- يظن الكثير من عامة الناس أن لدى هذه الأحزاب الإسلامية الحل والعلاج لمشاكل مجتمعاتهم وأزماتها وقضاياها المعقدة، وما أكبر هذا من وهم!


فلو نظرنا باختصار شديد إلى اقتصاد العرب والمسلمين أو إلى أوضاعهم السياسية والاجتماعية، وأحوال التعليم والثقافة والجامعات، لرأينا أن هذه الأزمات لن تحلها أحزاب معقدة متزمتة خالية من أي إبداع وفهم للعصر... كهؤلاء! ولهذا، فإن "التجريبية" ستهيمن على حياة العرب والمسلمين لسنوات طويلة، وسيحاول كل إسلامي لديه شيء من الدراية في أي مجال أن يدلي بدلوه ويفرض رأيه. وبذلك ستهتز أوضاع مجتمعات العالم العربي والإسلامي اهتزازاً لم تعرفه في تاريخها الحديث.


وتتضاعف مخاطر هذه التجارب وأشكال "الأسلمة" المتوقعة في كل مجال وقانون، لأنه لا وقت حقاً لدى العرب والمسلمين للدخول في مثل هذه التجارب في ظل العولمة والتسابق الدولي. وستتفاعل هذه الاضطرابات مع مشاكل أخرى نابعة من طبيعة النظام نفسه... وهات يا أزمات!


6- قدم النموذج الإيراني والأفغاني "الطالباني" [light=#FFCCFF]والنظام السوداني [/light]ولا تزال، حالات مختلفة من العزلة الدولية في ظل الدولة الإسلامية الحزبية ونظامها العقائدي المتزمت. والمتوقع أن تتزايد عزلة أي نظام تقيمه الأحزاب الإسلامية سياسياً واقتصادياً، لأسباب معروفة، فالمجتمع الدولي لم يعد ينظر بارتياح إلى استخدام الدين قاعدة مشروعة للنظام السياسي، ومن الصعب على الأنظمة الدينية هذه أن تراعي متطلبات إعلان حقوق الإنسان والمساواة بين أتباع مختلف الأديان وأولها حرية العقيدة الدينية، ولا يستطيع أي نظام إسلامي مبني على فكر الأحزاب الأصولية أن يقيم علاقات دولية مع البلدان المتقدمة، ولهذه العزلة كما نعرف ثمن فادح تدفعه الدولة والمجتمع وجيل كامل من الشباب.


7- بما أن دولة الأحزاب الإسلامية نظام حزب واحد وتيار واحد وفكر واحد، فالاحتمال الأقوى هو أن تضعف فيه أو تنعدم المراقبة السياسية والمالية الحادة. وقد تنتعش العلاقات المالية والإدارية الفاسدة بين المسؤولين والمستفيدين والتجار والمهنيين لأسباب حزبية ودينية وعشائرية ومذهبية.


وفي المجتمعات الثرية كدول الخليج يتم تبادل الامتيازات المالية، وفي المجتمعات الأخرى ربما الرخص التجارية والمغانم الحكومية. وستتشكل مراكز القوة الدينية، السياسية، الحزبية، المالية، ويكون المسلم الحقيقي في مثل هذا المجتمع كالقابض على جمرة!


8- لم يعانِ نظام التعليم في العالم العربي والإسلامي من شيء كالتسييس، فما من نظام عربي تقريباً، إلا وتلاعب بالمناهج وتحكم بالجامعات، وفرض تصورات معينة على الطلبة والخريجين. ولا شك أن نظام التعليم الجامعي والعام، في ظل الأحزاب الإسلامية وأفكارها الشمولية، سيتحول إلى مؤسسة عامة للتعبئة وحشو الأدمغة والقضاء على الفكر الحر. ومن المحاولات المتوقعة، والتي سنكتب عنها بالتفصيل، تلك المتصلة مثلاً بأسلمة مختلف العلوم الإنسانية، وكذلك إلغاء تدريس الفنون والموسيقى وربما التربية البدنية، وسيشعر كل ولي أمر في نهاية المطاف أنه صار في واد وابنه صار في واد آخر. ففرق الأشبال والكشافة ستُوضع في خدمة الحزب، والمخيمات والمعسكرات و"رحلات الإيمان" ستتزايد، وقد لا يزدهر إلا فن التمثيل التاريخي أو الديني!


9- من أخطر الاحتمالات كذلك انزلاق النظام الديني الحزبي باتجاه العسكرة وتنمية القدرات العسكرية وربما الإرهابية، وهنا أيضاً لا تنقصنا الشواهد النظرية من كتب ومقالات وخطب الأحزاب الإسلامية، ولا الشواهد العملية من سياسات "الأنظمة الإسلامية" أو حتى الجماعات الإسلامية. وفي الحالتين نجد توقاً جامحاً في صفوف القوم نحو القوة العسكرية والبحث المحموم عن السلاح وتعبئة الأعضاء والأنصار بأهمية الاستعداد للهجوم على الكفار والمنافقين والمرتدين، وتوحيد العالم الإسلامي بالقوة إن لزم الأمر، والعمل على استرجاع الأندلس وأجزاء من الهند والصين وربما كل أجزاء الدولة العثمانية، وما يتيسر ضمه من الدول الأخرى!


10- ستنتهي الحياة الثقافية في هذه الدولة إلا في أضيق الحدود، فالأحزاب الإسلامية رغم كل ما عانت ورغم كل هذه الأعداد الهائلة التي تسير في ركابها، ورغم كل من يكتب وينشد ويخطب لها، لم تنتج شيئاً ذا بال في مجال الأدب والفكر والفن، وكل من تثقف وتفتح فكره هجر الأحزاب الإسلامية وترك قطار الدعوة وانضم تدريجياً إلى صفوف الليبراليين وربما العلمانيين الأقحاح!

وستكون الثقافة في ظل هذا النظام خليطاً من الأشعار الدينية والروايات الأخلاقية والأناشيد الحزبية والتعبوية واللوحات الخالية من كل ذي روح! ولن تتوقف الدولة عند هذا الحد، بل ستلاحق كل أدب وثقافة وفن ذي قيمة. وإذا كانت هذه الجماعات قادرة اليوم وهي بعيدة عن السلطة أن تتحكم بالثقافة العربية داخل وخارج العالم العربي، بل وحتى في أوروبا واستراليا، فكيف لو صارت بيدها السلطة والسلطان! وقد يتساءل واحد منا: ماذا لو لم تلجأ دولة الأحزاب الإسلامية لكل هذا؟ والجواب ببساطة.. لن تدوم!

[light=#003300][font=Times New Roman][align=center]أخبار أفريقية سارة [/align][/font][/light]


الأحد 23 سبتمبر
الشرق الاوسط اللندنية

جون برندرغاست ـ واشنطن بوست

بوصفي من الذين عملوا في أسوأ مناطق الحرب في افريقيا خلال فترة ربع القرن السابقة، عادة ما اكتب حول الفظائع التي ترتكب ضد المدنيين والحكم الاستبدادي والمجاعة. هذا هو نوع المواضيع الذي اعتاد عليه الاميركيون في المقالات التي يكتبها المراسلون من القارة الافريقية. وبعد سنوات من معرفة كيفية التعامل مع جهات مثل ميليشيات الجنجويد، في اقليم دارفور، والمسلحين الصوماليين والأطفال الجنود في شمال اوغندا، اشعر بأنني اكثر تفاؤلا تجاه مستقبل القارة الافريقية مقارنة بشعوري خلال بداية فترة عملي.

انتخاب مسؤول تأمين سابق الاسبوع الماضي رئيسا لسيراليون هو آخر المؤشرات على التقدم الذي يحدث في القارة. وعلى الرغم من وجود اضطرابات منفصلة هنا وهناك، فإن أداء رئيس سيراليون الجديد ايرنيست باي كوروما القسم يمثل صورة عكسية لما يتوقعه كثيرون من القارة الافريقية.

عدد الذين سمعوا عن انتقال السلطة في سيراليون أقل من الذين شاهدوا فيلمBlood Diamond الذي صور سيراليون بلدا يسيطر عليه الاطفال الجنود المرتبطون بمافيا الماس. كما ان العالم سمع قبل سنوات عن الفظائع التي ارتكبت في هذا البلد من جانب جماعات التمرد التي عاقبت المدنيين على مشاركتهم في التصويت بقطع ايديهم، فضلا عن التقارير التي كانت تتحدث عن نشاطات غسل الأموال بواسطة شبكة «القاعدة» من خلال التعامل مع عناصر محلية في الماس. لكنني عندما عملت مراقبا خلال الجولة الاولى من الانتخابات شرق سيراليون الشهر الماضي، بات من الواضح ان هذا البلد قرر السير في اتجاه جديد مصمما على استشراف مستقبل افضل.

نقطة تحول سيراليون تأكيد قوي على ان مستقبل القارة الافريقية. إذ ان سيراليون ودولا افريقية اخرى مثل ليبيريا وجنوب افريقيا وموزمبيق وبوروندي، التي قطعت شوطا كبيرا باتجاه الديمقراطية والسلام، بدأت بالفعل تعكس قصة تختلف تماما عما درج الناس على سماعه حول هذه القارة. هذه الدول بدأت تتحدى التاريخ وسقف التوقعات المتدني للعالم الخارجي.

كانت سيراليون خلال القرن الثامن عشر مركزا رئيسيا في نشاط تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. ومعظم الأفارقة الذين نقلوا عبر المحيط انتهوا الى مزارع ساوث كارولاينا وجورجيا. احتل البريطانيون سيراليون الى ان نالت استقلالها عام 1961.

قبل انطلاق العملية الانتخابية كانت كل مؤشرات النزاع تشير الى «الأحمر»، وتوقع من يطلق عليهم «خبراء الشؤون الافريقية» نزيف دم في سيراليون. إلا ان العكس تماما قد حدث وهذا ما شاهدته خلال عملي في مراقبة انتخابات الرئاسة الاخيرة، وهي الانتخابات التي أدارتها مجموعة من أميز المراقبين الذين عرفتهم.

لم نتلق سوى تقرير عن اعمال عنف، طلق ناري واحد خلال فترة الانتخابات بكاملها ـ طلق ناري واحد اطلق احتفالا عبر نافذة الفندق الذي كنا نقيم به. بقي الجيش في ثكناته، وساعدت قوات الشرطة في بسط الامن. ويمكن القول انه خلال عملي في مراقبة الجولة الاولى من الانتخابات في اغسطس (آب) ثم الجولة الاخيرة هذه الشهر، لم تكن هناك سوى بضعة حوادث عنف معزولة طغى عليها المد الهائل لجهود منظمات المجتمع المدني في سيراليون والكنائس والمساجد ومسؤولي الحكومة لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة وآمنة.

ومن خلال احاديثي مع الاطفال الجنود الذين عملوا في الميليشيات سابقا اتضح لي تماما انهم وعوا تجارب كثيرة وأصبحوا أكثر وعيا. قال لي واحد من هؤلاء ان يوم انتخابات الرئاسة «يوم جديد تماما للبلاد»، وقال لي آخر انهم كانوا يقاتلون في لا شيء، فيما كشف لي ثالث انه ارتكب فظائع في الأحراش، لكنه قال ان الواقع الجديد في البلاد يعني نهاية حكم الغاب.

ثمة شعور مشترك بأن الحرب أنهكت الكل، حتى الجنود الاطفال الذين عملوا في صفوف الميليشيات، إذ يرفض جميعهم الآن فكرة استغلالهم للقتال لينتهوا الى لاشيء. ويصر كل هؤلاء المقاتلين السابقين الذين التقيتهم في «تونغو فيلدز» والعاصمة فريتاون التي مزقتها الحرب على انهم لن يعودوا مطلقا الى حياة الحرب في الأدغال.

القدس العربي 24-9-2007


[light=#000000][font=Traditional Arabic][align=center]إسرائيل تقرر استيعاب 498 لاجئا سودانيا تسللوا الي اراضيها مؤخرا [/align][/font][/light]


تل ابيب ـ يو بي آي: صادقت الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها الأسبوعي امس الأحد علي استيعاب 498 لاجئا سودانيا فروا من إقليم دارفور وتسللوا الي اسرائيل في الأشهر الماضية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن الدولة العبرية لن توافق بعد اليوم علي استيعاب لاجئين آخرين وسيتم نقل لاجئين في حال تسللهم لإسرائيل إلي دولة ثالثة، غير إسرائيل والسودان، ولن يحصلوا علي اللجوء في إسرائيل.
وسيتولي إدارة مشروع استيعاب اللاجئين السودانيين مفوض مصلحة السجون السابق يعقوب غانوت، الذي سيرأس لجنة مؤلفة من ممثلين عن الوزارات المختلفة، كما سيتم تشكيل لجنة وزارية خاصة لمتابعة استيعاب هؤلاء اللاجئين الذين تسللوا للأراضي الإسرائيلية عبر مصر.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت خلال بحث الموضوع في الحكومة امس لسنا الأوائل الذين يستوعبون لاجئين وآمل ألا نكون الأخيرين .
لكنه أضاف لا أعتقد أن المحكمة ستلزم باستيعاب كل من يتسلل لإسرائيل واللاجئين الذين وصلوا إلي هنا سيدخلون بموجب توجه الأمم المتحدة وأخلاقياتنا .
وقال أولمرت لقد تحدثنا مع المصريين وحصلنا علي تعهد بألا تتم إعادة المتسللين الي مواطنهم وقد اتضح أن معظم المتسللين يقومون بذلك بحثا عن العمل وهؤلاء لن يبقوا في إسرائيل.
وأضاف نعلم جميعا ما هي التبعات الاجتماعية لقدوم هؤلاء الأشخاص مع عائلاتهم إلي هنا واتضح أن ثمة طريقة لإعادتهم من دون تشكيل خطر عليهم وعلي أولادهم .
ولم يحدد قرار الحكومة امس المكانة المدنية للاجئين السودانيين الذين تقرر استيعابهم في إسرائيل وسيتم اتخاذ قرار بهذا الخصوص في وقت لاحق بالتنسيق مع الوزارات الإسرائيلية ذات العلاقة بالموضوع وليس واضحا بعد ما إذا سيتم منحهم مكانة مواطنين أو مقيمين دائمين وليس واضحا أيضا المكان الذي سيسكنون فيه.
من جهة أخري نقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني عن مصدر حكومي قوله إنه طرأ انخفاض علي أعداد المتسللين لإسرائيل مؤخرا وبينما تسلل في شهر تموز (يوليو) الماضي 900 لاجئ تسلل خلال شهري آب (أغسطس) الماضي وأيلول (سبتمبر) الحالي 150 لاجئا كما أن التعاون بين إسرائيل ومصر في هذه القضية مستمر.

الشرق الأوسط 24-9-2007


[light=#CC00CC][font=Traditional Arabic][align=center]من يحاكم الآخر.. الحكومة السودانية أم منظمة العفو الدولية؟[/align][/font][/light]

محمد الحسن أحمد


من بين المفاجآت العديدة التي تنسب للسودان، خاصة الجهات العدلية كانت قمتها ما نقله المركز الاعلامي السوداني للخدمات الصحفية من ان وزارة العدل طلبت من الشرطة الدولية اصدار امر بحق «مديرة» العفو الدولية، لان المنظمة قالت في تقرير لها قبل ايام: ان ثمانية رجال اعتقلوا لاتهامهم بمحاولة الاطاحة بنظام الحكم ضربوا وعلقوا من معاصمهم وعذبوا في سجن كوبر في الخرطوم. وقال وزير العدل محمد علي المرضي لـ«رويترز» نحن بصدد اقامة دعوى قضائية ضد هذه المنظمة لإساءتها لسمعة الجهاز القضائي والأمني في البلاد.. ووصف ما ورد في تقرير المنظمة بأنه يدعو للغثيان ولا يعدو ان يكون حلقة من حلقات السخف المستمر والكذب من منظمة لا تهتم بالمصداقية..!

والقصة تعود بدايتها الى شهر يوليو (تموز) عندما قامت الاجهزة الامنية والعدلية في السودان باعتقالات واسعة لإحباط ما وصف بالمحاولة الانقلابية التخريبية الفاشلة، واتهم فيها مبارك المهدي رئيس حزب الامة والإصلاح والتجديد وعدد من معاونيه فضلا عن علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وضباط متقاعدين.

ومنذ ذلك التاريخ، وحتى الآن، لم تقدم الاجهزة العدلية هؤلاء المعتقلين الى محاكمة ولم تطلق سراحهم، وهذا ما دعا مبارك المهدي الى تقديم عريضة لوزير العدل جاء فيها «ان استمرار حجزي بسواتر اجرائية مخالفة للقانون يعتبر اعتقالا تعسفيا وإصرارا من المستشار لخرق الدستور، وانتهاك حقوق الانسان ووثيقة الحريات المضمنة في الدستور وإنني احملكم المسؤولية القانونية والأخلاقية لاستمرار اعتقالي من دون مبرر قانوني او اتهام». كذلك تقدمت هيئة الدفاع عن المتهمين بشكوى ضد لجنة التحقيق واتهمتها بأنها سلكت سلوكا يتجافى مع القيم والضرورات العدلية.

لكن الحكومة لم تهتم بمطالبتها من جانب منظمات الحقوق المدنية والأحزاب السياسية بإطلاق سراح المعتقلين ولا بالتصريحات التي تقول انه لم تكن هناك محاولة انقلابية في الاصل وإنما اهتمت وبشكل هستيري بتقرير لجنة العفو الدولية وطالبت باعتقال مديرة المنظمة، وهو مطلب لم يسبقها إليه احد من قبل، وهي منظمة تحظى باحترام العالم كله ولا يمكن ان يصدق العقل ان تصدر مطالبة بجلب القائمين عليها للمحاكمة على نحو ما فعلت وزارة العدل السودانية لأنه مطلب غير منطقي وغير معقول، ثم على ماذا تستند الحكومة في دعواها؟

ان المتهمين أنفسهم تقدموا بالشكاوى لكونهم حرموا من حقوقهم القانونية والإنسانية وتظلموا من سوء المعاملة وما زالوا رهن الاحتباس فعلى أي شيء يستند وزير العدل في كيله اقسى العبارات ضد منظمة العفو الدولية؟ ثم ما هي الجهة التي سيخاطبها الوزير مباشرة لاعتقال مديرة المنظمة وبأية حيثيات وتحت أي قانون؟ وما هي الجهة التي ستمثل المنظمة أمامها للمحاكمة؟ أغلب الظن ان وزير العدل يتحدث بانفعال بالرغم من أن موقفه يتطلب وزن الكلام بميزان العدل والاعتدال.

ومثال آخر على موقف الحكومة من المحكمة والمحاكمات، ففي نيويورك قال بان كي مون في مؤتمر صحفي عن طلب المحكمة الدولية تسليمها الوزير السوداني أحمد هارون وعلي كوشيب المطلوبين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور: «ناقشت هذه المسألة مع الرئيس البشير أكثر من مرة في محادثة خاصة، واني افضل ألا أكشف التفاصيل كلها، غير انني سأستمر في اثارة هذه المسألة ومناقشتها».

وعلى الفور، تصدى وزير العدل للأمر وجدد تأكيده عدم وجود أي اتجاه لدى الحكومة للتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية أو عقد صفقة معها، وقال: «ما تتخذه المحكمة من اجراءات لا يعنينا في شيء، وهو موقف ثابت الى أن يرث الله الأرض ومن عليها». وهو يعني قطيعة كاملة ونهائية مع المحكمة ومن بعدها مجلس الأمن في الوقت الذي أشار فيه الأمين العام بتحفظ شديد لما دار بينه وبين البشير في هذا الصدد.

وعشية الاجتماع الدولي الذي عقد في نيويورك لبحث مسألة دارفور بمبادرة من الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، قال مدعي المحكمة الدولية في مؤتمر صحفي: على المجتمع الدولي ان يكون متماسكا في دعمه للقانون والعمل على توقيف المطلوبين وزاد: «أخشى أن يكون صمت المجتمع الدولي حول مذكرتي التوقيف فهم في الخرطوم على انه ضعف في الادارة الدولية للدفاع عن القانون».

وفي أول تعليق لمنظمة العفو الدولية على ما صدر من وزير العدل السوداني: اكدت انها تملك دلائل موثوقة مائة في المائة بوجود عمليات تعذيب في السجون السودانية، عبرت عن دهشتها عزم الخرطوم مقاضاتها وطالبت بفتح تحقيق حول الاتهامات الموجهة للحكومة. وقالت مسؤولة الاعلام في المنظمة بلندن لـ«الشرق الأوسط» عدد الجمعة: ان المنظمة أحيطت علما بعزم الخرطوم رفع دعوى قضائية بشأن الاتهامات وإصدار مذكرة توقيف من الانتربول بحق الأمين العام للمنظمة (أيرين خان) لكنها أي المنظمة لم تتسلم اخطارا رسميا. وعبرت عن دهشتها من الخطوة، وقالت: كنا نتوقع من الخرطوم أن تقوم بفتح تحقيق في الأمر ولكن بدلا من ذلك تريد اسكاتنا وإسكات ثلاث صحف سودانية نشرت عن الموضوع من خلال اجراءات جنائية.. وأضافت: اذا كانت الخرطوم تريد الضغط على مديرة أكبر منظمة حقوقية في العالم فكيف بمنظمات الحقوق المحلية في السودان؟ وأكدت المسؤولة: أن المنظمة لا تستهدف السودان أو أي دولة أخرى وإنما تقوم بواجبها.

تُرى مَن يحاكم مَن؟ هل تحاكم المنظمة حكومة السودان أم العكس؟ الراجح حتى الآن ان المنظمة الدولية هي التي تحاكم النظام السوداني لأنها كما قالت تملك أدلة قوية، ولعل أكبر الأدلة ما نطق به من لحقهم الأذى وبوسعهم اثباته!

والخشية ليست في مَن يحاكم مَن وإنما في تداعيات مثل هذا الهجوم والتهجم القاسي على هذه المنظمة المحترمة، وأولها جر السودان مرة أخرى الى توتر علاقاته مع المجتمع الدولي وبصورة أسوأ مما كان عليه الحال.