[phpBB Debug] PHP Warning: in file [ROOT]/includes/functions_content.php on line 696: preg_replace(): The /e modifier is no longer supported, use preg_replace_callback instead
[phpBB Debug] PHP Warning: in file [ROOT]/includes/functions.php on line 4757: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at [ROOT]/includes/functions.php:3892)
[phpBB Debug] PHP Warning: in file [ROOT]/includes/functions.php on line 4759: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at [ROOT]/includes/functions.php:3892)
[phpBB Debug] PHP Warning: in file [ROOT]/includes/functions.php on line 4760: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at [ROOT]/includes/functions.php:3892)
[phpBB Debug] PHP Warning: in file [ROOT]/includes/functions.php on line 4761: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at [ROOT]/includes/functions.php:3892)
منتديــــــــــــــات ASA • مشاهدة الموضوع - بيان عقيدة
 

 

 

 

 

 
 
اليوم هو الخميس مارس 28, 2024 7:48 pm   جميع الأوقات تستخدم GMT + 3 ساعات

تسجيل الدخول

اسم المستخدم:
كلمة المرور:
الدخول تلقائياً  
 


إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: بيان عقيدة
مشاركةمرسل: الأربعاء مايو 19, 2010 12:09 pm 
غير متصل
عضو مشارك
عضو مشارك
صورة العضو الشخصية

اشترك في: الثلاثاء مارس 27, 2007 5:18 am
مشاركات: 489
مكان: السعودية--- الرياض
النوع:
هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلىَ اللهُ عَليهِ وَسَلَم
بيان عقيدة اهل السنة والجماعة السواد الاعظم الفرقة الناجية
ورد شبه المشبهة المجسمة ( الوهابية )(2)


وهاكم ما قالهُ الإمام أحمد بن حنبل في نفي الجسميةِ عن الله فقد نقل أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة ببغداد وابنُ رئيسها قال : أنكر أحمدُ على من قال بالجسم وقال إن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغةِ وأهلُ اللغةِ وضعوا هذا الاسم على ذي طولٍ وعرضٍ وسمكٍ وتركيبٍ وصورة وتأليفٍ والله سبحانهُ وتعالى خارجٌ عن ذلك ولم يجئ في الشريعةِ ذلك فبطل . نقله الحافظُ البيهقي عنه في مناقب أحمد وهذا الذي صرح به أحمد من تنزيهه الله عن هذه الأشياء الستة هو ما قال به الأشاعرة والماتريديه وهم أهل السنةِ الموافقون لأحمد وغيره من السلف في أصول المعتقد فليعلم الفاهم أن نفي الجسم عن الله جاء به السلف فظهر أن ما ادعاه ابن تيمية أن السلف لم يتكلموا في نفي الجسم عن الله غير صحيح فينبغي استحضارُ ما قالهُ أحمد فإنه ينفع في نفي تمويه ابن تيمية وغيره ممن يدعون السلفية والحديث,

يقولُ شيخُ الإسلام الحافظُ البيهقيُّ رحمه الله
:"وفي الجملَةِ يجبُ أن يُعلَم أن
استواءَ الله سبحانَه وتعالى ليسَ باستواءِ اعتدالٍ عن اعوجاج، ولا استقرارٍ في مكان، ولا مماسةٍ لشَىءٍ مِن خَلقِه، لكنّه مُستَوٍ على عَرشِه كما أَخبَر بلا كيفٍ بلا أَين ، وأن إتْيانَه ليس بإتيانٍ مِن مكانٍ إلى مكَانٍ، وأنّ مجِيئَه ليسَ بحَركةٍ ،وأنّ نزُولَه ليس بنُقلَةٍ ، وأنّ نَفْسَه ليسَ بجسم ،وأنّ وجْهَه ليسَ بصُورةٍ ، وأنّ يدَه ليسَت بجارِحة ، وأنّ عَينَه ليسَت بحدَقة ، وإنّما هذِه أوصافٌ جاءَ بها التّوقيفُ فقُلنا بها ونفَينا عنها التّكيِيف،فقد قال تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ(11)}.وقال:{وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أحَدٌ.(4)}وقال:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}(65)."

قَالَ الْحَافِظُ الْفَقيهُ أَحْمَدُ بنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ ت458 في كِتَابِهِ الأسْمَاءُ والصِّفاتُ ما نَصُّهُ "اسْتَدَلَّ بَعْضُ أصْحَابِنَا بِنَفي الْمَكَانِ عَنِ اللهِ تعالى بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم :أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَىْءٌ وَأَنْتَ البَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَىءٌ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ فَوْقَهُ شَىءٌ ولا دُونَهُ شَىءٌ لَمْ يَكُنْ في مَكَانٍ" اهـ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ عليهِ السَّلامُ عنِ اللهِ تعالى "الظَّاهِر" الَّذي كُلُّ شَىْءٍ يَدُلُّ على وُجُودِهِ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ "البَاطِنُ" الَّذي احْتَجَبَ عَنِ الأَوْهَامِ فلا تُدْرِكُهُ.
وَقَالَ في كِتَابِهِ الاعْتِقادُ مَا نَصُّهُ: "قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَىْءٌ غَيْرُهُ يَدُلُّ على أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَىْءٌ غَيْرُهُ، لا العَرْشُ ولا الْمَاءُ ولا غَيْرهما وَكُلُّ ذَلِكَ أَغْيَارٌ" اهـ. فَإِنْ قيلَ مَا الْحِكْمَةُ مِنْ خَلْقِ الْعَرْشِ فَالْجَوابُ: إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْعَرْشَ إِظْهَارًا لِقُدْرَتِهِ وَلَمْ يَتَّخِذْهُ مَكَانًا لِذَاتِهِ كَمَا قَالَ الإمامُ عَلِيّ رَوَى ذَلِكَ عَنْهُ أَبُو مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ في كَتَابِهِ الْفَرْقُ بَيْنَ الْفِرَقِ. فَإِنْ قِيلَ كُلُّ شَىْءٌ مِنَ الْخَلْقِ دَلِيلٌ عَلى قُدْرَةِ الله فَلِمَ خُصَّ العَرْشُ مِنْ بَيْنِ الْخَلْقِ فَالْجَوَابُ: أَنَّ الْعَرْشَ هُوَ أَكْبَرُ جِسْمٍ خَلَقَهُ اللهُ مِنْ حَيْثُ الْحَجْمُ وَهُوَ قَاهِرُهُ وَقَاهِرُ مَا دُونَهُ، أَلا تَرَى أَنَّ اللهَ قَالَ "وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعِظِيم" خَصَّ الْعَرْشَ بِالذِّكْرِ في الآيَةِ مَعَ أَنَّهُ رَبُّ كُلِّ شَىْءٍ.
قَالَ الصَّحَابِيُّ الجليلُ عَلِيُّ بنُ أبي طالبٍ ت40هـ "كَانَ اللهُ وَلا مَكَان وَهُوَ الآنَ على مَا عَلَيْهِ كَان" اهـ أي مَوْجُودٌ بِلا مَكَانٍ. رَوَاهُ أبو مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيّ في الْفَرْقِ بَيْنَ الْفِرَقِ.
قَالَ الإمَامُ التَّابِعيُّ الْجليلُ أَفْضَلُ قُرَشِيٍّ في زَمانِهِ عَلِيُّ بنُ الْحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ زَيْنُ الْعَابِدينَ رضي الله عنهم: ت94 هـ في الصَّحيفَةِ السَّجَادِيَّةِ مَا نَصُّه "أَنْتَ اللهُ الَّذي لا يَحْوِيكَ مَكَانٌ" رَوَى ذلِكَ عَنْهُ الإمامُ الْحافِظُ الفقيهُ اللُّغَويُّ مَحَمَّدُ مُرْتَضى الزَّبيدِيُّ بالإسْنَادِ الْمُتَّصِلِ مِنْهُ إِلَيْهِ بِطَريقِ أَهْلِ الْبَيْتِ.
قَالَ الإمامُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ت148 هـ "مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ مِنْ شَىْءٍ أَو في شَىْءٍ أَو على شَىْءٍ فَقَدْ أَشْرَكَ إِذْ لَوْ كَانَ على شَىْءٍ لَكَانَ مَحْمُولا وَلَوْ كَانَ في شَىْءٍ لَكَانَ مَحْصُورًا وَلَوْ كَانَ مِنْ شَىْءٍ لَكَانَ مُحْدَثًا -أَي مَخْلُوقًا-" اهـ.
فَيُعْلَمُ مِنْ كُلِّ مَا تَقَدَّمَ أَنَّ اللهَ تعالى الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ لا يَحْتَاجُ إلى شَىْءٍ وَلا يُشْبِهُ شَيْئًا ولا يَحْتاجُ إلى جِهَةٍ وَلا إلى مَكَانٍ، كَوَّنَ الأَكْوَانَ وَخَلَقَ الزَّمَانَ فَهُوَ مَوْجُودٌ أَزَلاً وَأَبَدًا بِلا جِهَةٍ وَلا مَكان.
قَالَ الإمَامُ الْمُجْتَهِدُ أَبُو حَنيفَةَ النُّعْمَانُ بنُ ثَابِتٍ الْكُوفِيُّ ت150 هـ في كِتَابِهِ الْفِقْهُ الأَبْسَطُ "كَانَ اللهُ تَعالى وَلا مَكَان قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ وَكَانَ اللهُ تعالى وَلَمْ يَكن أَيْنٌ وَلا خَلْقٌ وَلا شَىْءٌ وَهُوَ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ" اهـ.
نَقَلَ الْحَافِظُ الزَّبِيدِيُّ في كِتَابِهِ اتْحَافُ السَّادَةِ الْمُتَّقينَ عَنِ الإمَامِ الْمُجْتَهِدِ الشَّافِعي ت 204 هـ "إِنَّهُ تعالى كَانَ وَلا مَكَانَ فَخَلَقَ الْمَكَانَ وَهُوَ على صِفَةِ الأَزَلِيَّةِ كَمَا كَانَ قَبْلَ خَلْقِهِ الْمَكَانَ لا يَجُوزُ عَلَيْهِ التَّغْييرُ في ذَاتِهِ وَلا التَّبْديلُ في صِفَاتِهِ" اهـ.
قَالَ الإمَامُ الْعَابِدُ ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ ت 245 هـ ما نَصُّهُ "الرَّحْمَنُ على الْعَرْشِ اسْتَوَى أَثْبَتَ ذَاتَهُ وَنَفَى الْمَكَانَ فَهَوَ مَوْجُودٌ بِذَاتِهِ وَالأَشْيَاءُ مَوْجُودَةٌ بِحُكْمِهِ كَمَا شَاءَ سُبْحَانَهُ" اهـ. وَلْيُعْلَمْ أنَّ كَلِمَةَ اسْتَوى في لُغَةِ الْعَرَبِ لَهَا خَمْسَةَ عَشَرَ مَعْنًى كَمَا قَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ ابنُ الْعَرَبيِّ، وَمِنْ هَذِهِ الْمَعَاني ما يَليقُ بِاللهِ تعالى كَقَهَرَ وَحَفِظَ وَأَبْقَى فَيَجُوزُ حَمْلُهَا على ذَلِكَ في حَقِّ اللهِ، وَمِنْ جُمْلَةِ مَعَانِيها مَا يَليقُ بِالْخَلْقِ ولا يَليقُ بِاللهِ كَتَمَّ وَجَلَسَ واسْتَقَرَّ وَنَضِجَ فَلا يَجُوزُ حَمْلُهَا في الآيَةِ على هَذِهِ الْمَعَانِي الَّتي لا تَليقُ بِاللهِ.
قَالَ الإِمَامُ أبو بَكْرِ ابنُ فُورَكٍ ت 406 هـ في كتابِهِ مُشْكِلُ الْحَديثِ "لا يَجُوزُ على اللهِ تعالى الْحُلُولُ في الأمَاكِنِ لاسْتِحَالَةِ كُونِهِ مَحْدُودًا وَمُتَنَاهِيًا وَذَلِكَ لاسْتِحَالَةِ كَوْنِهِ مُحْدَثًا" اهـ. مَعْنَاهُ اللهُ مَوْجُودٌ بِلا مِكَان لأَنَّ الْمَوْجُودَ في مَكَانٍ حَجْمٌ لَهُ مِقْدَارٌ وَنِهَايَةٌ وَمُسْتَحِيلٌ أَنْ يَكُونَ اللهُ شَيْئًا مَخْلُوقًا.
قَالَ الْمُفَسِّرُ فَخْرُ الدِّينِ الرَّازِيُّ ت 606 هـ في تَفسيرِهِ التَّفسيرُ الكبيرُ ما نَصُّهُ: "قَوْلُهُ تعالى وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعظِيمُ لا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِكَوْنِهِ عَلَيًّا الْعُلُوَّ بِالْجِهَةِ وَالْمَكَانِ لِمَا ثَبَتَتِ الأَدِلَّةُ على فَسَادِهِ فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنَ الْعَلِيِّ الْمُتَعَالِي عَنْ مُشَابَهَةِ الْمُمْكِنَاتِ وَمُنَاسَبَةِ الْمُحْدَثَاتِ" اهـ. أَمَّا مَعْنَى الْعَظيمُ الَّذي هُوَ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ قَدْرًا.
قَالَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينُ بنُ عَبْدِ السَّلام ت 660 هـ في كِتَابِهِ مُلْحَةُ الاعْتِقَادِ عَنِ الله تعالى "لَيْسَ بِجِسْمٍ مُصَوَّرٍ وَلا جَوْهَرٍ مَحْدُودٍ مُقَدَّرٍ وَلا يُشْبِهُ شَيْئًا وَلا يُشْبِهُهُ شَىْءٌ وَلا تُحِيطُ بِهِ الْجِهَاتُ وَلا تَكْتَنِفُهُ الأرَضَونَ وَلا السَّموَاتُ كَانَ قَبْلَ أَنْ كَوَّنَ الأَكْوَانَ وَدَبَّرَ الزَّمَانَ وهُوَ الآنَ على مَا عَلَيْهِ كَانَ" اهـ.
قال الإمامُ أبو حنيفةَ رضي اللَّه عنه في الوصيَّة : نُقِرُّ بأنَّ اللَّهَ تعالى اسْتَوَى على العَرشِ مِن غيرِ أنْ يكونَ له حاجةٌ واستِقرارٌ عليه ، وهو حافظُ العرشِ وغيرِ العرشِ مِن غيرِ احْتِياجٍ ولو كان محتاجاً لمَاَ قدر على إيجادِ العالم وتدبيرِه كالمخلوقين ولو كان مُحْتاجاً لِلجلوسِ والاستقرار فقَبْلَ خلقِ العرشِ أين كان اللَّه ؟ تعالى عَنْ ذلك عُلُوّاً كَبيرّاً.
روَى البَيْهَقِيُّ عَنِ الإِمامِ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قالَ : مَنْ انْتَهَضَ لِمَعْرِفَةِ مُدَبِّرِهِِ فَاطْمَأَنَّ إِلى مَوْجُودٍ يَنْتَهِي إِلَيْهِ فِكْرُهُ فَهْوَ مُشَبِّهٌ ، وَإِنْ اطْمَأَنَّ إِلى الْعَدَمِ الصِّرْفِ فَهُوَ مُعَطِّلٌ ، وَإِنْ اطْمَأَنَّ إِلى مَوْجُودٍ وَاعْتَرَفَ بِالعَجْزِ عَنْ إِدْراكِهِ فَهُوَ مُوَحِّدٌ.
قال الحافظ عبد الرحمن بن الجوزي المتوفّى سنة 597 هجرية رضي الله عنه عن الله تعالى :
ما عرفَهُ مَنْ كيّفهُ .ولا وحّدَهُ مَنْ مَثّلهُ .ولا عبدَهُ مَنْ شبّههُ .المُشبّهُ أعشى.والمُعطّلُ أعمى
) المدهش صحيفة 138 من الفصل الأول في قوله تعالى :هو الأولُ والآخرُ. يذكر فيه التوحيد )
من كيفه معناه : من وصف الله بالكيف وهو كل ما كان من صفات الخلق كالتغيّر والجلوس والاستقرار والجهة والمكان والأعضاء والجوارح
من مثله " كالذين تصوروه حجما قاعدا على العرش أو قالوا إنه خارج العالم أو داخله أومتصل به أو منفصل عنه "
من شبهه كالوهابية " الذين جعلوا الله ساكنا السماء أو كقول بعضهم إنه فى جهة فوق العرش
الأعشى هو ضعيف البصر
والمعطل هو من نفى وجود الله أونفى صفة من صفات الله الواجبة له إجماعا ككونه عالما أو سميعا أوبصيرا أو قادرا على كل شىء
فإنَّ السَّلَفَ الصَّالِحَ ومَنْ تَبِعَهُم مِنَ الخلَفِ يعتقدونَ أنَّ اللهَ موجودٌ ليسَ جِسمًا لطيفًا وليسَ جسمًا كثيفًا وأنه مُنزهٌ عن أنْ يكونَ في جِهَةٍ ومكانٍ، كانَ موجودًا قبلَ الأماكِنِ والجهاتِ بلا مكان، فكمَا كانَ موجودًا قبلَ خَلقِ الأماكنِ والجهاتِ بلا مكانٍ فهوَ موجودٌ بلا مكان بعدَ خَلقِها ودليلُهم قولُهُ تعالى: ليس كمثله شئ ﴾ لأنَّ الأشياءَ مِنْ أنواعِ العالَمِ الجسمُ وصفاتُ الجسمِ واللهٍ لا يُشَابِهُهَا، مِن هُنا قالَ الإمامُ أبو جعْفَرٍ الطّحَاوِيّ فِي كتابِهِ الذي سَمّاهُ عقيدَةَ أهلِ السُّنةِ والجماعةِ على أسلوبِ أبي حنيفةَ وصاحبيهِ: ((ومَنْ وَصَفَ اللهَ بِمَعنًى مِن معاني البشر فقد كَفَر)) ومعانِي البشرِ هي صفاتُهُم: الحركَةُ والسُّكونُ واللّونُ والانفعالُ والتعَبُ والتألُّمُ والتلذُّذُ والشمُّ والذوقُ وطروءُ الزيادَةِ والنقصَانِ والتحوّلُ مِنْ صِفَةٍ إلى صِفَة وما أشبَهَ ذلك مِنْ صِفَاتِ الجسمِ فالله منزهٌ عَنْ ذلك. وفي هذا بيانُ أنَّ مَنْ اعتقدَ في اللهِ الجِسْمِيَّةَ أو صِفَةً مِنْ صِفَاتِ الجسميةِ كافِرٌ وهذا مُعتَقَدُ كلِّ الأئمةِ مِنَ السَّلَفِ والخلَف، وأبو حنيفةَ وصاحباهُ مُحمَّدُ بنُ الحسنِ وأبو يوسُفَ القاضي كلٌّ مِنَ الأئمةِ الْمُجتَهِدينَ.
ولأبي حنيفةَ نصٌّ في كتابِهِ الفقهِ الأكبر بنفيِ الجهةِ عَنِ الله قال فيه: ((ولقاءُ اللهِ تعالى لأهلِ الجنَّةِ بلا تشبيهٍ ولا مكانٍ ولا جِهةٍ حَقٌّ))، وقالَ الإمامُ الشافعيّ: ((المجسّمُ كافِر)) ذَكَرَ ذلكَ الحافظُ السيوطيُّ في كتابهِ الأشباهِ والنظائر، وقال الحافظُ النوويّ: ((التجسيمُ الصَّريحُ كُفرٌ))، ونصَّ الشافعيُّ رضي الله عنه على أنَّ مَن اعتقدَ أنَّ الله جالِسٌ على العرشِ كافِرٌ ذَكَرَ ذلك صاحِبُ نَجمِ المهتدي ورَجمِ المعتدي [1]، وقد نَقَلَ ابنُ المعلِّمِ القرشيُّ عنِ الشيخِ الإمامِ أقضى القُضاةِ نَجمِ الدِّينِ في كتابِهِ المسمى كفايةُ النبيهِ في شرحِ التنبيه في كتابِهِ نَجمُ المهتدي في قولِ الشيخِ أبي إسحاقَ رضي الله عنه في بابِ صِفَةِ الأئمة: ((ولا يجوزُ الصَّلاةُ خلفَ كافرٍ لأنه لا صلاةَ له وكيفَ يُقتدى به ؟!)) ا.هـ. قالَ: ((وهذا مُنتَظِمٌ مَنْ كفرُهُ مُجمَعٌ عليه ومَنْ كفرنَاهُ مِنْ أهلِ القبلَةِ[2] كالقائلينَ بِخَلْقِ القرءانِ وبأنه لا يعلَمُ المعدوماتِ قبلَ وجودِها، ومَنْ لا يؤمِنُ بالقَدَرِ وكذا مَنْ يعتقدُ أنَّ الله جالِسٌ على العرشِ كما حكاهُ القاضي حُسَينٌ عن نصِّ الشافعيِّ رضيَ الله عنه)) ا.هـ. وذكرَ الحافظُ السُّبكيُّ وغيرُهُ: ((أنَّ الأئمةَ الأربعة قالوا بتكفيرِ القائلِ بإثباتِ التحيُّزِ في الجهةِ لله)) ا.هـ.
القولُ بأنَّ اللهَ في السماءِ عقيدةُ اليهودِ والنصارىٰ والمشبّهة الذين يُموّهونَ على الناسِ بإيرادِ حديثِ الجاريةِ لإثباتِ أنَّ اللهَ في السّماءِ بِزَعمِهِم وهذا الحديثُ لا يَجوزُ تفسيرُهُ على الظاهِرِ لأنه يُخالِفُ حديثًا رواهُ خَمسَةَ عَشَرَ صحابيًا سَمِعوهُ مِن رسولِ اللهِ وهو: ((أمِرتُ أنْ أقاتِلَ الناسَ حتى يشهدوا أن لا إلـٰه إلا الله وأني رسولُ الله)) هذا الحديثُ المتواتِرُ مِثلُ القرءانِ لأنَّ الحديثَ إذا رواهُ عن رسولِ اللهِ عَشَرَةٌ مِنَ الصحابةِ وما فوق يكونُ حديثًا متواتِرًا وهو مِثلُ القرءانِ من حيث انه يقبل ويعمل به، ثم أيُّ حديثٍ يُخالِفُهُ لا يؤخَذُ به.
الوهابيَةُ يُشَكِّكون بإيرادِ حديثِ أنَّ الرسولَ قالَ لِجارِيةٍ: ((أينَ اللهَ؟)) قالت: في السَّماءِ، قال: ((مَنْ أنا؟)) قالَت: رسولُ الله، قالَ لصَاحِبِها: ((أعتِقها فإنها مؤمنة)) هذا الحديثُ لا يجوزُ الأخذُ بظاهِرِهِ ومَنْ أخَذَ بظاهِرِهِ فاعتقدَ أنَّ اللهَ مُتحيّزٌ في السَّماءِ كَفَرَ كما كَفَرَتِ المشبّهة، وهذا الحديثُ رواهُ مسلمٌ وابنُ حِبّان لكن أهلُ السنَّةِ لا يَحملونَهُ على الظاهرِ ومَنْ حَمَلَهُ على الظاهِرِ كَفَر، لأنَّ هذهِ عقيدةُ طوائفَ مِنَ المشركين حتى الذينَ كانوا في زَمَنِ الرسول قبلَ أن يَنزِلَ عليه الوحي العربُ كانوا يقولونَ اللهُ في السَّماءِ لكن نَحنُ نعبُدُ هذهِ الأوثان لتقرِّبَنا إلى الله، وكانَ منهم مَنْ يعبُدُ نَجمًا يُقالُ له الشِّعْرَىٰ وكانَ منهم مَن يعبدُ بعضَ الشّجر لأنَّ الشيطانَ يسكُنُها.
قالَ بعضُ عُلماءِ السُّنة: ((أين الله)) يعني ما اعتقادُكِ في تعظيمِ اللهِ، وقولُها: ((في السماء)) أي عالِي القدرِ جدًّا، وقولُهُ عليه السّلام: ((إنها مؤمنة)) ليسَ لِمُجرَّدِ قولِهَا اللهُ في السّماءِ بل على أنها كانت مُعتَقِدَةً العقيدَةَ الحقَّة قَبلَ ذلكَ. وهذه الجاريةُ كانَت أعجميَّةً ملك واحِدٍ مِنَ الصحابةِ لا تستطيعُ أن تُعبّر عن مُراداتِها بعباراتٍ صحيحة. المشبّهة يدورونَ بِهذا الحديث يقولونَ ماذا تقولُ في حديثِ الجارية حتى يوافِقَهم بقولِ اللهُ في السَّماء؛ شرُّهُم كبير.
حديثُ الجاريةِ رواهُ شخصٌ واحد اسمهُ معاويَةُ بنُ الحكَم، ويوجدُ حديثٌ ءاخر ظاهِرُهُ يوافِقُ مذهَبَ أهلِ السنّة وهو أنَّ صحابيًا اسمهُ سُوَيدُ بنُ الشّريد قال: قال رسولُ اللهِ لِجارِيَةٍ: ((مَنْ ربُّكِ؟)) قالتِ: الله، قال: ((مَنْ أنا؟))، قالت: أنتَ رسولُ الله. هذا يوافِقُ الحديثَ المتواتر وهذا رواهُ ابنُ حبان، اليومَ كثيرٌ مِنَ الناسِ يَحمِلونَ الشَّهاداتِ باسمِ الشريعَةِ وهم جُهَّال عقيدَةً وأحكامًا يُحصِّلونَ الشَّهاداتِ بالمال. ا.هـ
أخرج البيهقي عن عبد الله بن وهب قال: كنّا عند مالك بن أنس، فدخل رجلٌ فقال: يا أبا عبد الله ( الرحمن على العرش استوى (كيف استواؤه ؟ فأطرق مالك وأخذته الرُّحضاءَ ، ثمّ رفعَ رأسَهُ فقال): الرحمن على العرش استوى) كما وصفَ نفسَه ، ولا يُقالُ له كيف ، وكيف عنه مرفوع ، وأنت رجل سوء صاحب بدعة ، أخرجوه. قال : فأُخرجَ الرّجل( 3/ 474 من الدّرّ المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي رحمه الله تعالى
ورواه ابن حجر العسقلاني في: فتح الباري شرح صحيح البخاري وقال:إسناده جيّد
الرُّحَضاء:هو عرَقٌ يغسِلُ الجلدَ لكثرته،
(كذا في النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (
والكيف كل ما كان من صفات الخلق كالجلوس والاستقرار والكون فى جهة أومكان والتغيّر من حال إلى حال فكلّ هذا لا يجوز على الله تعالى
ومما يدل على شناعة اعتقاد الوهابية المشبهة أن أحدهم وهو دكتور قال في درسه :[حتى يضع رب العزة فيها رجله معناه: الله يضع رجله في جهنم فتمتلئ جهنم برجله] فهذا لو كان يؤمن بالقرءان ويعرفه لوقف عند قوله تعالى في توبيخ الكفار{ لوكان هؤلاء ءالهة ماوردوها} لكنهم مولعون بتشبيه الله بخلقه.
تقولُ المشبّهة تَبَعًا لابنِ تيمية الذي قال: إنَّ اللهَ تَحدُثُ في ذاتِهِ إراداتٌ متعاقبةٌ وجنسُ هذهِ الإرادَة أزلِيّ، وقالوا أيضًا: إنَّ الله تَحدُثُ في ذاتِهِ حروفٌ وأصواتٌ متجددةٌ بِمرورِ الأوقات كما هو شأنُ كلامِ الناس اعتمادًا على كلامِ ابنِ تيمية وكلامِ مَنْ سَبَقَهُ مِنْ مُجَسِّمَةِ الحنابلةِ فخالَفَ ابنُ تيمية الذي قلدَهُ المشبّهة إجمَاعَ المسلمين لأنه أثبتَ أزليـًّا قديمًا ليسَ لوجودِهِ ابتداء سوى اللهِ بقولِهِ: إنَّ جِنْسَ العالَمِ أزلِيٌّ ليسَ لوجودِهِ ابتداء، ساوى ابنُ تيمية جِنسَ العالَمِ بالله فإنه يعتقدُ أنَّ كلَّ فردٍ مِنْ أفرادِ العالَمِ حادِثٌ لكن جنسُ العالَمِ ليس حادثٌ بل موجودٌ معَ الله، وقد تَبِعَ ابنُ تيميةَ في هذا الفلاسفَةَ الْمُحْدَثين وهذا من اشنع الكفر.
الأئمّةُ الأربَعَةُ مِنَ السلف، أبو حنيفةَ ولِدَ سَنَةَ ثمانينَ مِنَ الهجرة ثم بعدَهُ مالك ثم الشافعيّ ثم أحمدُ بنُ حنبل، الشافعيُّ ولدَ سنةَ مِائَةٍ وخَمسين وتوفِّيَ سنةَ مائتينِ وأربع.
كلُّ هؤلاءِ ومَنُ سِواهُم مِنْ عُلماءِ السَّلَف عقيدتُهُم تنزيهُ اللهِ عنِ الجهَةِ والمكانِ لأنَّ اللهَ كانَ فِي الأزَلِ وَحدَهُ ولَم يكن شىءٌ مِنَ المخلوقاتِ والدليلُ على ذلكَ الآيةُ: ﴿هو الأوّل والآخر ﴾[1] معناهُ اللهُ هوَ الذي كانَ موجودًا قبلَ كلِّ شىء
عِلْمَ التوحيد مُقدَّمٌ على عِلْمِ الأحكامِ لأنَّ عِلْمَ التوحيد يَضمَنُ النجاةَ في الآخرَةِ أما عِلْمُ الأحكامِ فلا يَضمَنُ بِمفرَدِهِ النجاةَ في الآخرة، ولأهَمِيَّةِ هذا العلم سَمَّاهُ الإمامُ أبو حنيفةَ الفِقهَ الأكبرَ معناهُ هو أفضَلُ مِنَ الفقهِ الآخر الذي هو فقهُ الأحكامِ. وأبو حنيفةَ كانَ من السَّلَفِ لأنه ولِدَ سنةَ ثَمانينَ للهجرة، والتقى ثلاثةً من الصَّحابةِ وألَّفَ خَمْسَ رسائِلَ في العقيدةِ منها رسالةٌ سَمَّاها الفقهَ الأكبر قال فيها: ((واللهُ شىءٌ لا كالأشياءِ)) ومعنى شىءٍ إذا أُطلِقَ على الله: الموجود، ومعنى قولِهِ لا كالأشياء أنَّ اللهَ لا يُشبِهُ شيئًا من خَلقِهِ لا في ذاتِهِ أي حقيقتِهِ ولا في صفاتِهِ ولا في فعلِهِ، ومعنى فعلِ الله: إيجادُ اللهِ الأشياءَ على الوجهِ الذي أرادَ. قالَ أبو حنيفةَ والبخاريُّ: ((فِعْلُ اللهِ صِفَتُهُ في الأزل والْمفعولُ حادِثٌ)) معناهُ صِفَةُ اللهِ التخليق أزلية والْمخلوقُ هو الحادِثُ أي هو الذي حَدَثَ بعد أنْ لَم يكنْ.
وفي قولِهِ: ((لا كالأشياءِ)) رَدٌّ على المشبّهَةِ القائلينَ إنَّ اللهَ مُستَقِرٌّ فوقَ العَرشِ وعلى الطائفَةِ القائلَةِ إنَّ اللهَ في جِهَةٍ فوقَ العرشِ مِنْ غيرِ أنْ يُمَاسَّ العرشَ وكِلا العقيدتينِ كُفْرٌ، لأنَّ الموجودَ في جهةٍ لا يكونُ إلا حَجمًا وكذلكَ المستَقِرُّ على شىءٍ لا يكونُ إلا حجمًا وكلُّ الأحجامِ مَخلوقَةٌ، فلو كانَ اللهُ حَجمًا لكانَ مَخلوقًا ولو كان مَخلوقًا لَمَا كان خالِقًا فَثبَتَ أنَّ اللهَ ليسَ حجمًا بالْمَرَّة، ويُفهمُ مِن ذلك إثباتُ وجودِهِ بلا مكانٍ ولا جِهَةٍ.
وقالَ أبو حنيفةَ في رسالتِهِ الفقهِ الأكبر: ((واللهُ يتكَلَّمُ لا كما نَحنُ نتكلَّم، نَحنُ نتكلَّمُ بالآلةِ والحرف، واللهُ يتكلَّمُ بلا ءالةٍ ولا حرف)) وهذا فيه إثباتُ صفةِ الكلامِ لله الذي هو ليسَ ككَلامِ غيرِهِ، فاللهُ كما أنَّ له قُدرَة واحِدَة وعِلْما واحدا وسَمْعا واحدا وبصرا واحدا، له كلامٌ واحدٌ هو أمرٌ ونَهيٌ ووَعْدٌ ووَعِيدٌ وخَبَرٌ واسْتِخْبار. وفي قولِ أبي حنيفةَ هذا نفيٌ الكَيفيّةِ عن كلامِ الله الذي هو صفتُهُ الأزلية يُفهَمُ ذلك مِنْ قولِهِ: ((واللهُ يتكلّمُ بلا ءالةٍ ولا حرف)) والآلةُ هي مَخارِجُ الحروفِ كاللّسانِ والشّفَتين، فالإنسانُ إذا أرادَ أنْ ينطِقَ بالحرْفِ الشَّفَويِّ كالميمِ والباءِ لا يستطيعُ ذلك إلا بإطباقِ الشَّفَتين لأنَّ اللهَ تعالى جَعَلَ ءالةَ النطقِ بالحرفِ الشَّفَويِّ في الإنسانِ الشَّفَتَين، فلو كانَ اللهُ مُتَكَلِّمًا كما يتكلَّمُ الإنسَانُ لصَارَ مُشبِهًا لهُ واللهُ يقول: ليس كمثله شىء
كَذَلِكَ ﭐلَّذِي يَظُنُ أَنَّ كَلامَهُ بِحَرْفٍ وَصَوْتٍ شَبَهَهُ بِالْبَشَرِ. نَحْنُ كَلامُنَا بِحَرْفٍ وَصَوْتٍ. أَبُو حَنِيفَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ كَانَ أَدْرَكَ ﭐلصَّحَابَةَ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ مِنَ ﭐلْهِجْرَةِ تَعَلَّمَ ﭐلْعِلْمَ مِمَّنْ تَعَلَّمَ مِنَ ﭐلصَّحَابَةِ قَالَ: (نَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِالآلاتِ وَﭐلْحُروفِ وَاللهُ يَتَكَلَّمُ بِلا ءَالَةٍ وَلا حَرْفٍ )
ﭐلَّذِي يِقُولُ: اللهُ يَتَكَلَّمُ بِالآلَةِ وَﭐلْحَرْفِ وَالصَّوْتِ شَبَّهَهُ بِخَِلْقِهِ. هَذَا ﭐلْبَيَانُ لَيْسَ شَيْئًا جَدِيدًا، أَبُو حَنِيفَةَ قَالَهُ، قَالَ: (نَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِالآلاتِ وَالْحُرُوفِ) مَعْنَاهُ بَعْضُ ﭐلْحُرُوفِ تَخْرُجُ مِنَ ﭐلشَّفَةِ، وَبَعْضُهَا مِنَ ﭐلْحَلْقِ لا تَخْرُجُ إِلاَّ مِنَ ﭐلْحَلْقِ، وَبَعْضُهَا مِنْ طَرَفِ ﭐللِّسَانِ.
ﭐلْحُرُوفُ لَهَا مَخَارِجُ، ﭐلَّذِي يَقُولُ: اللهُ يَتَكَلَّمُ باِلْحَرْفِ وَﭐلصَّوْتِ جَعَلَهُ كَخَلْقِهِ. ﭐلَّذِي يَظُنُ أَنَّ اللهَ يَتَكَلَّمُ ثُمَّ يَقْطَعُ ثُمَّ يَتَكَلَّمُ ثُمَّ يَقْطَعُ أَوْ يَظُنُ أَنَّ اللهَ عَلِمَ أَشْيَاءَ ثُمَّ عَلِمَ أَشْيَاءَ ثُمَّ عَلِمَ أَشْيَاءَ هَذَا جَعَلَ اللهَ مِثْلَ خَلْقِهِ، جَعَلَ اللهَ حَادِثًا.
اللهُ لا تَقُومُ بِهِ صِفَةٌ حَادِثَةٌ، قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: (مَنِ ﭐعْتَقَدَ أَنَّهُ تَقُومُ بِهِ صِفَةٌ حَادِثَةٌ أَوْ شَكَّ أَوْ تَوَقَّفَ فَهُوَ كَافِرٌ). ﭐلْقُرْءَانُ نَقُولُ إنَّهُ[2] كَلامُ اللهِ، لا بِمَعَنَى أَنًّ اللهَ قَرَأَهُ بِالْحَرْفِ وَﭐلصَّوْتِ، بَلْ نَقُولُ (كَلامُ اللهِ)، بِمَعْنَى أَنَّهُ عِبَارَةٌ عَنْ كَلامِ اللهِ ﭐلأَزَلِيِّ، كَمَا إِذَا قُلْنَا: "اللهُ" ذَكَرْنَا اللهَ بِالْحَرْفِ وَﭐلصَّوْتِ لَكِنَّ اللهَ ﭐلَّذِي نَذْكُرُهُ شَىءٌ لا كَالأَشْيَاءِ. ﭐلْحَنَابِلَةُ الَّذِينَ ضَلُّوا يَقُولُونَ: اللهُ كَلامُهُ بِحَرْفٍ وَصَوْتٍ، مِثْلَ ﭐبنِ تَيْمِيَّةَ هَؤُلاءِ كَفَرُوا لأَنَّهُمْ وَصَفُوا اللهَ بِالْحَادِثِ.
اللهُ لا يُوصَفُ بِالْحَادِثِ كُلُّ صِفَاتِهِ أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ. حَيَاتُهُ أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ لا يَدْخُلُهَا تَقَطُّعٌ، كَذَلِكَ عِلْمُهُ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ كَذَلِكَ قُدْرَتُهُ أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ وَسَمْعُهُ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ وَمَشِيئَتُهُ أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ وَبَصَرُهُ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ وَمَعَ هَذَا نَحْنُ لا نَقُولُ (الْقُرْءَانُ مَخْلُوقٌ)، وَلْوْ كَانَتْ هَذِهِ ﭐلْحُرُوفُ مَخْلُوقَةً لأَنَّ هَذِهِ ﭐلْحُرُوفَ عِبَارَةٌ عَنْ كَلامِ اللهِ ﭐلَّذِي لَيْسَ حَرْفًا. كَمَا إِذَا قُلْنَا: "اللهُ" مَا مَعْنَى: "اللهُ"؟ ذَلِكَ ﭐلذَّاتُ ﭐلأَزَلِيُّ ﭐلأَبَدِيُّ ﭐلَّذِي لا يُشْبِهُ شَيْئًا لَكِنْ هَذِهِ ﭐلْحُرُوفُ مَخْلُوقَةٌ شَىءٌ يَحْدُثُ ثُمَّ يَنْقَضِي. حُرُوفُ لَفْظِ ﭐلْجَلالَةِ "اللهُ" تَدُلُ عَلَى ذَلِكَ ﭐلذَّاتِ ﭐلْمَوجُودِ ﭐلَّذِي لَيْسَ لَهُ ﭐبْتِدَاءٌ. كَذَلِكَ هَذِهِ ﭐلْحُرُوفُ –أَيْ حُرُوفُ ﭐلْقُرْءَانِ- تَدُلُ عَلَى ذَلِكَ ﭐلْكَلامِ ﭐلأَزَلِيِّ ﭐلأَبَدِيِّ.
كَلامُهُ لَيْسَ كَكَلامِ ﭐلْخَلْقِ لَيْسَ بِحَرْفٍ وَصَوتٍ، كَلامُهُ كَلامٌ وَاحِدٌ لَيْسَ كَكَلامِ ﭐلْخَلْقِ بِالانْتِقَالِ مِنْ حَرْفٍ إِلَى حَرْفٍ. ﭐلْقُرْءَانُ ﭐللَّفْظُ ﭐلَّذِي نَقْرأُهُ مِنَ ﭐلْبَاءِ إِلَى ﭐلسِّينِ، أَوَّلُهُ بَاءٌ مِنْ: ﴿بِسْمِ اللهِ ﭐلرَّحْمنِ ﭐلرَّحِيمِ﴾ وَءَاخِرُهُ سِينٌ مِنْ: ﴿مِنَ ﭐلْجِنَّةِ وَ ﭐلنَّاسِ﴾ لَيْسَ اللهُ قَرَأَهُ بِالْحَرْفِ وَﭐلصَّوْتِ، لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ شَبِيهًا بِنَا. لَيْسَ يَبْدَأُ ثُمَّ يَسْكُتُ ثُمَّ يَتَكَلَّمُ ثُمَّ يَسْكُتُ لأَنَّهُ لَيْسَ حَرْفًا، يَسْتَحِيلُ أَنْ يَنْطِقَ بِالْحَرْفِ. لَمَّا تَقُولُ: ﴿بِسْمِ اللهِ﴾ تَأْتِي ﭐلْبَاءُ ثُمَّ تَنْقَضِي ثُمَّ تَأْتِي ﭐلسِّينُ ثُمَّ تَنْقَضِي، يَسْتَحِيلُ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللهُ بِهَا هَكَذَا. كَلامُ اللهِ كَلامٌ وَاحِدٌ لَيْسَ مُتَجَزِّئًا وَلَيْسَ لَهُ أَبْعَاضٌ، هُوَ كَلامٌ وَاحِدٌ أَمْرٌ وَنَهْيٌ، كَلامُ اللهِ الأَزَلِيُّ ﭐلأَبَدِيُّ فِي ﭐلدُّنْيَا سَمِعَهُ مِنَ ﭐلْبَشَرِ مُوسَى عَلَيْهِ ﭐلسَّلامُ وَسَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ ، مِنْ بَيْنِ ﭐلأَنْبِيَاءِ كُلِّهِمْ.
أَمَّا فِي ﭐلآخِرَةِ يَسْمَعُهُ كُلُّ ﭐلْبَشَرِ وَﭐلْجِنِّ، كُلُّهُمْ يَسْمَعُونَ ذَلِكَ ﭐلْكَلامَ ﭐلَّذِي لَيْسَ حَروفًا وَلا صَوْتًا. مُوسَى وَسِيِّدُنَا مُحَمَّدٌ عَلَيْهِمَا ﭐلسَّلامُ سَمِعَا كَلامَهُ ﭐلَّذِي لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا وَلَيْسَ لَهُ ﭐبْتِدَاءٌ وَلا ﭐنْتِهَاءٌ. مَنْ كَانَ يَعْتَقِدُ خلاف ذَلِكَ فَلَيْسَ مُؤْمِنًا، فَلَيْسَ عَارِفًا بِاللهِ.
بَعْضُ ﭐلنَّاسِ إِذَا سَمِعُوا: (كَلامُ اللهِ لَيْسَ بِحَرْفٍ لَيْسَ بِصَوْتٍ) يَسْتَغْرِبُونَ، قَدْ يَظُنُّونَ مِنْ جَهْلِهِمْ أَنَّ هَذَا شَىءٌ مِنْ عِنْدِنَا وَلا يَدْرُونَ أَنَّ هَذَا ﭐلتَّفْصِيلَ وَﭐلْبَيَانَ أَبُو حَنِيفَةَ قَالَهُ. وَكُلُّ أَهْلِ ﭐلسُّنَّةِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللهَ كَلامُهُ لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا. وَرَدَ فِي ﭐلْقُرْءَانِ: ﴿قُل لَّوْ كَانَ ﭐلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ﭐلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي﴾ مَعْنَاهُ كَلامُ اللهِ لَيْسَ شَيْئًا لَهُ أَبْعَاضٌ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلامٌ وَاحِدٌ وَإِنَّمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى كَلِمَاتٌ بِلَفْظِ ﭐلْجَمْعِ لِلتَّعْظِيمِ لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ لَهُ كَلامًا مُتَجَزِّئًا.
وافهموا يا وهابية يامن تشبهون الله بخلقه وتصفونه بالجهة والمكان وجعلتم وصف الله بأنه في جهة فوق تشريف له فاعلموا أن قولكم هذا باطل فإن الشرف ليس بالجهة فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض في المدينة المنورة وهو أشرف الخلق وأفضل الخلق فالملائكة الحافون حول العرش في أعلى مكان والرسول أفضل منهم بكثير . ثم اعلموا وافهموا أن إحداث الله للعرش والجهات الست لم يغير في صفة الله شيئا لأن المتغير حادث . واعلموا وافهموا أن قولكم إن الله متشرف بجهة فوق تكونون جعلتم بذلك الله تعالى متشرفا بشئ من خلقه تعالى الله عن ذلك . فالحق الذي لا محيد عنه من القرءان والحديث وإجماع أهل السنة ويشهد له العقل الصحيح أن الله تعالى موجود بلا مكان ولا جهة وأن الله تعالى لا يتغير ولا يتشرف بشئ من خلقه ولا تجوز عليه الحركة ولا السكون ولا غير ذلك من صفات الخلق، وكماله أبدي أزلي.
ويكفيهم خزيا أنهم تبعوا ذاك الذي قال عنه الرسول إنه قرن الشيطان، ففي صحيح البخاري عن ابن عمر قال :قام النبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق فقال :ها إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان. وأخرج ابن عساكر وأحمد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا قالوا وفي نجدنا وفي لفظ وفي مشرقنا قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان زاد ابن عساكر في رواية وبها تسعة أعشار الشر .اهـ ومن نجد طلع محمد ابن عبد الوهاب.
!!! عجيبة من عجائب الوهابية ... ابن تيمية يلعن الوهابية ...
فمن المعروف شدة بغض الوهابية لمشايخ الأشاعرة وتلاميذهم وكل من ينتسب لهم وقد وصل بهم كرههم الأعمى للأشاعرة مع أنهم أسود أهل السنة إلى شتمهم ولعنهم علنا والعياذ بالله تعالى
وقد جهل هؤلاء المتخبطون (أو تجاهلوا والله أعلم بالصواب) أن شيخهم ابن تيمية الحراني مدح الأشاعرة ويجلهم بل ونعتهم بأنهم أئمة أصول الدين !! وأي مدح هذا !!
فشاهدوا معنا ماذا يقول ابن تيمية في كتابه المسمى مجموعة الفتاوى المجلد الرابع ص15
قال :وأما لعن العلماء لأئمة الأشعرية فمن لعنهم عُزر،_(اي سجن وضرب وأهين)_ وعادت اللعنة عليه فمن لعن من ليس اهلا للعنة ، وقعت اللعنة عليه. والعلماء انصار فروع الدين، والاشعرية انصار أصول الدين
فأيش هذا الجهل الواضح و التناقض الفاضح
فماذا عسى الوهابية أن يفعلوا بأنفسهم ؟؟ يعزرون أنفسهم ومفاتيهم ؟؟ أم يكفرون شيخهم (والتكفير أهون عليهم من شرب الماء)؟؟!!؟؟ أم يمكثون على عنادهم وتعنتهم؟؟؟
هداهم الله ... عجيب أمرهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فإنه من يعِش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
رد مع اقتباس  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + 3 ساعات


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 6 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron

 

Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group  designed by alisaadali.com
Translated by phpBBArabia